الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :آفاق التعليم العالي ..سُـبَـات ..تَـنْـظِـيـر
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/04/1430
نص الخبر :



السبت, 25 أبريل 2009
عبدالله منور الجميلي

المجتمعات النامية والبلاد الناشئة لا غنى لها كيما تصنع الحاضر وتخطط للمستقبل ؛ عن الاستثمار في الطاقات البشرية من خلال التعليم ؛ والتعليم العالي تحديداً بمساريه التعليمي والبحثي ؛ وهذا يتطلب التوسع في قبول الطلاب ؛ وحتمية مجانية التعليم ؛ وبما أن مجتمعنا يتطلع للتنمية المستدامة المبنية على أرضية صلبة ؛ فوزارة التعليم العالي بالإضافة إلى الصرف على الأبحاث العملية والميدانية وليست الورقية ؛ ملزمة بأن توفر المقعد الجامعي لكل مواطن ومواطنة ؛ ولتحقيق هذا اللازم تعددت الأطروحات وتنوعت الوسائل ومنها:
*البقاء على التقليدية بأن تفتح وزارة المالية خزائنها لدعم مؤسسات التعليم العالي ، وتوسيع طاقتها الاستيعابية والرفع من قدراتها بما يتناسب مع النمو السكاني وبما يلائم سوق العمل . وهذا الطرح يلزمه الوقت لأن أغلب مؤسسات التعليم العالي بصورتها الراهنة تفتقد للبنية التحتية والتجهيزات اللازمة في مبانيها وأدواتها وكادرها الأكاديمي .
*خَـلَـل الطرح السابق أبرز خيار الابتعاث الخارجي وهو ما فعلته وزارة التعليم العالي ؛ وهذا الخيار رغم إيجابياته في تنوع مصادر الثقافة من بلدان شتى إلا أن كلفته المادية العالية تجعله محدود الاستيعاب ؛ثم إن الابتعاث المباشر بعد الثانوية له عواقب سلبية كبيرة على أبنائنا نظراً لصغر السن ومحدودية التجربة واختلاف أسلوب الحياة ؛مما يصيبهم بصدمة الحضارة ؛ والتي تطال الفكر والأخلاق وربما الانتماء ؛ومع هذا يبقى الابتعاث مُـهِـمَاَ في بعض التخصصات ، ولكن للدراسات العليا حيث سِـنّ النضوج .
*ولتلافي سلبيات الابتعاث مع قطف شيء من إيجابياته ؛ لعل من المناسب العمل على نقل الخبرة الأجنبية وتنويع مصادر المعرفة بفتح المجال للجامعات الأجنبية لتفتح فروعاً لها داخل المملكة . وأعتقد أن هذا من الحلول الملائمة ؛ فعلى وزارة التعليم العالي بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة وأهمها وزارة المالية سرعة تنفيذه وتحرير آلياته من البيروقراطية وتعقيدات الأنظمة .
* وهناك أسلوب الكوبونات التعليمية وهو مطبق وناجح في بعض الدول الأوروبية ؛ ويقوم على منح خريج الثانوية كوبونات بمبالغ مالية تساوي كلفة دراسة المرحلة الجامعية ؛ يصرف منها على دراسته ، واختيار ما يريد وفق تخصصات معينة يحتاجها البلد وسوق العمل ؛ ومع هذه الفكرة تتحول الجامعات الحكومية إلى خاصة تتنافس على استقطاب الطلاب ؛مما يجبرها على تطوير تخصصاتها وأدواتها . والواضح أن هذه الفكرة الوليدة جديرة بالدراسة والاهتمام من أهل الشأن !!
التعليم العالي في بلادنا هو الاستثمار الحقيقي وهو سلاحنا في الحاضر والمستقبل ؛ فلابد من التوسع فيه كَـمّـاً وكَـيْـفـاَ ؛ وكان الأمل في مشروع ( آفاق ) الذي كانت تكلفته بالملايين ، وزعم أنه يدرس الخطة المستقبلية للتعليم الجامعي ؛ ولكن يبدو أن نهاية حفلته غياب النتائج والتوصيات ، ودخولها في نفق وسُـبَـات التنظير الذي لا ولن يُـفِــيْـقَ للتطبيق . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة

a

 
إطبع هذه الصفحة