الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أين يذهب أولادنا؟
الجهة المعنية :التعليم العالي
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/04/1430
نص الخبر :

د. محمد عبده يماني
كنا نوصي الشباب بعدم الاندفاع إلى الجامعات والبحث عن معاهد للتدريب المهني في المعاهد الفنية التقنية، وكنا نوصي من يذهب إلى الجامعة ان يتحول إلى التخصص في مجالات تحتاج إليها سوق العمل، ولكن ما حدث في هذا الأسبوع أمر يدعو إلى الاستغراب عندما نشرت صحيفة "عكاظ" في يوم الثلاثاء 13 ربيع الآخر 1430هـ خبرا عن شباب دخلوا إلى معاهد اكاديمية، وتأهلوا للعمل في المستشفيات والمراكز الصحية، وحصلوا على دبلومات في التمريض وكانت المفاجأة أن تم الاعتذار لهم لعدم وجود مجال ووظائف تسمح بتشغيلهم في المستشفيات والمراكز الصحية التي تعج بالوافدين العاملين في نفس التخصص، وهذا الموقف قد خيب أمل هؤلاء الشباب وأوليائهم كثيرا.
إن المسؤولية تقع على عاتقنا فماذا نريد من شبابنا أكثر من هذا، فهذا الشاب الذي تحدثت "عكاظ" عنه قد تخلى عن الدراسة الجامعية ودخل المعاهد التي أوصيناه جميعا بها وتدرب في مستشفى الملك عبدالله في بيشة، وطلب العمل ولو على بند التشغيل الذاتي، وعندما رفضوا عرض عليهم السماح له بالعمل متطوعا حتى يزداد معرفة في تخصصه وكيلا ينسى ما درسه في المعهد، ولكن إدارة المستشفى اعتذرت، وقدم لهم شهادته التي تثبت حقه في التعيين المهني وعند رفضهم تطوعه اصيب هذا الشاب بالإحباط مثل زملائه، وعند سؤال مدير صحة بيشة والمشرف العام على المستشفى اعتذر بأن الوظائف محدودة لا تكفي لاستيعاب المتخرجين من هذه المعاهد، ولا تلبية طلبات كل من يرغب العمل.
لذلك وكان عتابنا شديداً على الإخوة في وزارة الصحة ونرى أن من واجبهم توسيع نطاق هذه الوظائف وفتح المجال لأبنائنا بدلا من تلك الآلاف من الأجانب الذين يعملون في هذه الوظائف البسيطة. وقد فرحنا بتصريحاتهم أن نسبة تشغيل العاملين السعوديين بلغت 100 في المائة وبعضها 98 في المائة في وظائف التمريض خاصة في أقسام العناية المركزة والطوارئ.
ويبقى السؤال المهم.. يا قومنا اتقوا الله في هؤلاء الشباب الذين تجاوبوا مع توصيات الخطة ونزلوا إلى سوق العمل، وشمروا عن سواعدهم بعد أن وعدناهم بالتعيين والتوظيف الفوري ونحن نرفع شعارات السعودة مما دفعهم إلى الانتساب لمثل هذه المعاهد الصحية، ولكنهم فوجئوا بعد تخرجهم بأن البطالة ما زالت تصاحبهم، وأصبحوا كما يقال بين (حانة ومانة) لأن وزارة الخدمة المدنية لم تفتح لهم بابا أوسع لتوظيفهم ولو في وظائف موقتة إلى حين تثبيتهم، ولا بد من كلمة حق تقال إنه قد آن الأوان للتعاون في احتضان هؤلاء الشباب والشابات وفتح مجالات العمل أمامهم ليكسبوا أرزاقهم بعرق جبينهم، وقد أطاعوا وتعلموا وبذلوا الجهد فحرام أن نقذف بهم إلى الشوارع كما حدث مع طلاب الجامعات في الكليات النظرية.
والله من وراء القصد وهو الموفق والهادي الى سواء السبيل.

 
إطبع هذه الصفحة