الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :قالـها في مثـل هـذه الأيـام
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/12/1434
نص الخبر :
وقفة
في مثـل هذه الأيام وربما قبلها بقليل، ومنذ 1435عاما، كان اثنان في غار يقول أحدهما للآخـر «لا تحزن إن اللـه معنا» ، وقد كانا في أشد ما يكون عليه الحصار ضد أي بشر، وفي أكـثر ما يمكن أن يتصور من مطاردة وتهديـد ! ولكن اللـه كان معهما.
انطلقا وواصلا المسيرة وبدأت (الهجرة) وبـدأ نـور الإسلام يضيء يـثرب أولا ثـم باقي الجزيـرة العربـية ثـم ماحولها، إلى أن عـم آفاق الكون. ولنا الآن نصيب مـنه، وسيظل يضيء إلى أن تقوم الساعة !.
إذن «إن اللـه معنا» كانت العدة والعتاد، كانت الطائرات والصواريخ، كانت الحرس وكانت الذخيرة بل كانت القوة بمعناها الكبير؟.
و «اللـه معنا» كلمة قائلها محمد صلى اللـه عليه وسلم لصاحبه أبي بكر في غار ثـور، ثـم نزلت قـرآنا يتلى.. إنها كلمة يستضـيف بها (اللـه جـل جلالـه) في معـيته من هو جديـر بها؟. ومتطلبات الجدارة إسلام وإيـمان والتزام ووفاء وخشية في السر والعلانية!.
في هذه الأيام تمـر على العالم الإسلامي ذكرى الهجـرة النبويـة. والعالم الإسلامي في أحلك أيامه وربما أتعسها، فقد تداعـت عليه الأحداث والفـتن بيده وبتدخل بعض الأمـم، وحفـت بـه المهالك والقاذفات في معظم الأحيان ــ بيـده لا بيد عمـرو ــ برضاه أو قسرا ..! وبين لحظـة وأخرى هو في انـتـظار أن تدمـر تلك (الفتن) منشآتـه وسكن أهلـه ومدارس أبنائـه وقـوت يومـه، وأن تحول أحباءه وجيرانه إلى أشلاء وجثـث تملأ الشوارع والمساجد ؟ .. كل ذلك يحدث الآن في كـثير من المدن والقرى، بين لحظة وأخرى!، والكل في يـده سلاح مدمـر!، ولكن ليس الكل لديـه أي من الوسائل التي تقربـه من (إن اللـه معنا) ، الكل كما يبدو في غفلـة عن سلاح «المـدد الإلـهي» لا يلتـفـت إلى سلاح «اللـه معنا» ولا يعـد نفسه لأن يكون جديـرا أو مقبولا في دخول تـلك المعـية ؟، فـقد نصـر اللـه نبيه وعباده المؤمنين في مواطن كثيرة .. وعلى كل «إن تـنـصروا اللـه يـنـصركم ».

 
إطبع هذه الصفحة