الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :تجسس مشين: ترف أم عبث!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/12/1434
نص الخبر :

تجسس مشين: ترف أم عبث!

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
السبت 02/11/2013
تجسس مشين: ترف أم عبث!
ماذا يعني أن تتجسس دولة على أخرى عبر أجهزتها الاستخبارية المعتمدة؟ قد يكون الجواب محصوراً في جمع معلومات ليس إلا ربما للحاجة إليها حاضراً ومستقبلاً! أو ربما هو جزء من الرهان الاقتصادي والمنافسة التجارية، وحتى العسكرية، لكن التجسس في كل الأحوال يعني تزعزع الثقة بين الدولتين جزئياً أو كلياً. إنها مؤشر واضح لعلاقة غير جيدة.
وعند يصل الحال إلى تجسس دولة كبرى على دولة حليفة يجمعهما حلف عسكري هو الأقوى في العالم، كما تجمعهما سياسات مشتركة على المستوى الدولي، ومواقف متماثلة في معظم الأحيان، فإن ذلك ينذر بغياب كامل للثقة. إنها ثقة مفقودة بين زوجين حميمين أو صديقين متآلفين.
هكذا فعلت الولايات المتحدة الأمريكية مع دول صديقة مثل فرنسا وألمانيا، وهو ما عُلم حتى الآن بفضل الاستخباراتي الأمريكي المنشق (سنودن). وليت الحال توقف عند عمليات تجسسية معتادة، لكن الأمر وصل إلى التجسس على مواطني هاتين الدولتين واعتراض مليارات المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني، كما فُعل مع مواطني دول الخليج ومنها بلادنا الغالية التي قيل أنه تم اعتراض 7 مليارات مكالمة صادرة من مواطنيها والمقيمين فيها.
وأما أم الكبائر الاستخباراتية فالتنصت على الهاتف الجوال للسيدة الألمانية ميركل صاحبة المنصب السياسي الأول في ألمانيا، أي هي على رأس الدولة الأولى سكانياً واقتصادياً على مستوى أوروبا، ومن الرواد الاقتصاديين على مستوى العالم. ولمعالجة القبح بقبح أشد، زعم الرئيس أوباما أن كل هذه الفضائح قد جرت دون علمه، ولو علم بها لمنعها!
السؤال: من ذا الذي يعلم إن كنت لا تعلم يا صاحب الفخامة! الأمن والاستخبارات أياً كانت جزء أصيل من الجهاز التنفيذي الذي يترأسه الرئيس، فكيف يا تُرى يطيب له زعم الجهل بما يُفترض أن يدخل في صميم باب العلم.
وأما التكلفة فخيالية.. إنها مليارات تُنفق سنوياً في دولة توشك أن تعلن إفلاسها في أي لحظة. دولة كبرى تستدين يومياً مليارات الدولارات، ومع ذلك تمارس هذا العبث (أو الترف) تحت شعار الأمن.
لو أنها أنفقت كل هذه المليارات السابقة واللاحقة لإقامة العدل في الأرض لكان لها ولأمنها خير استثمار وأفضل عائد.


 
إطبع هذه الصفحة