من حسنات وسائل التواصل الاجتماعي؛ تداول مقاطع لعلماء أفاضل وشيوخ أجلَّاء، جعل الله لهم قبولًا لدى الناس، ربما لصدق الكلمة التي ينشرونها، وللحكمة التي يدعون إليها، ومعايشتهم للواقع دون تزييف ولا تهويل ولا تسطيح.
ومن هؤلاء الكرام الأفاضل الشيخ صالح المغامسي -حفظه الله-، والذي يُمثِّل جيلًا واعدًا من الداعين إلى الله على بصيرة، بالكلمة والموعظة الحسنة والأسلوب اللائق، لا يدّعي أن العلم حكر عليه أو أن الحق لا ينطلق إلا من بين صدغيه.
سمعته مرة يُحاضر عن حفظ خصوصيات الناس واحترام أسرارهم وعدم انتهاك ما تبوء به جوالاتهم أو حواسيبهم إلا بحكم وقضاء، وتحسبًا لأمر جلل كالقتل والإرهاب وما شابههما، في المحاضرة إيَّاها أقسم الشيخ أنه لم يطّلع أبدًا على محتويات جوالات أي من أبنائه وبناته لشناعة الفعل وقبح الممارسة ودناءة التوجه.
جهاز الجوال اليوم خزينة مهمة للأسرار الشخصية، بغض النظر عن تصنيفاتها، فقد يكون منها الشائن المعيب، لكنه يظل سرًا لا يجوز للآخرين الاطلاع عليه مهما فحش، إلا بما يتم عبر آليات نظامية وشرعية محكمة، وأما أن يباشر المسؤول أيًّا كان تفتيش كل شاردة وواردة في حافظة الأسرار الشخصية، فعمل غير لائق، ربما يتجاوز تفتيش البيوت دون إذن لمجرد شبهة طارئة أو علة بسيطة.
ولذا سُررت كثيرًا بالتعميم الذي أصدره معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القاضي بحظر تفتيش الهواتف الجوالة العائدة لمن يتم القبض عليهم في أي مخالفة مع استثناء من يُقبض عليهم متلبسين بجريمة، لكن وفقًا لما نص عليه نظام الإجراءات الجزائية (المدينة 28 أكتوبر).
وأما مجرد القبض على فتى يُعاكس أو فتاة تُغازل، فليس مدعاة أبدًا لتفتيش الجوال، وحتى قضايا التلبُّس بجريمة التي تستحق التفتيش لا بد من مرورها عبر إجراءات أمنية وقضائية مطوّلة، ولا يمكن إثباتها شرعًا بصورة فورية أو آنية.
في تفتيش الجوال إهانة كبرى لصاحبه، بل ومعاونة للشيطان على مذنب ضل الطريق لبرهة فأطاع نزوة، قد يعود عنها بكلمة طيبة أو معاملة حسنة أو غض للطرف عنه.
Salem_sahab@hotmail.com