الدكتورة سمر السقاف: جهد مشكور

ملح وسكر

الدكتورة سمر السقاف علم في رأسه إخلاص وهمة ونشاط، عرفتها عميدة لفرع الطالبات قبل 10 سنوات يوم كنت في موقع إداري في الجامعة. كانت الدكتورة سمر تدير نصف الجامعة، وهي مهمة لا شك عظيمة وثقيلة وشاقة، وقد أوكلت اليوم للدكتورة هناء النعيم التي زاملت الدكتورة سمر، وكلتا الزميلتين على قدر كبير من البراعة والقدرة والحنكة و(طول البال)، فهنيئًا لجامعة المؤسس بهما، وبمئات غيرهما من الأفذاذ العاملين في صمت، الباذلين بلا حدود.
ولفت انتباهي اللقاء الذي أجراه محرر المدينة الدكتور حسين المحضار مع الدكتورة سمر حول الهموم والشجون التي تعيشها سمر يوميًّا إبان عملها في المحلقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة مسؤولة عن برنامج المساعدة الطبية، أي باختصار تسهيل قبول مبتعثي المملكة من الأطباء والطبيبات (المستوفين للشروط) في الجامعات الأمريكية الجيدة.
قد تبدو المهمة سهلة منذ الوهلة الأولى، لكن الذي يعيش غمارها يدرك حجم الصعوبات التي تحيط بها، فقبول أي طالب (ولو كان أمريكيًّا) في برنامج الزمالة الطبية في أي جامعة أمريكية (أو كندية) محترمة مهمة ليست سهلة أبدًا، فحجم التنافس الذي يحيط بعملية القبول كبير جدًّا، ومخاضه صعب، والفوز به غنيمة، والتخرج منه نصر مؤزر. ولذا فالبرنامج الطموح الذي تشرف عليه الدكتورة سمر يُعدُّ مفخرة لبلادنا، ليس لمجرد منحه فرصة أفضل لمبتعثينا من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الملحقية والجامعات المشاركة في البرنامج، ولكن لأنه يمهد الطريق أمام عودة العشرات أو المئات من طلبتنا ذكورًا وإناثًا بتأهيل طبي عالي المستوى هو الأفضل اليوم على مستوى العالم، وبأمثال هؤلا المؤهلين والمؤهلات تتحسن الخدمات الصحية في المملكة، وعلى أكتافهم تقع مسؤولية القطاع الأهم بالنسبة للإنسان في بلدي.
وقليل منا لا يتذكر القامات الطبية الرائعة التي تزخر بها المملكة، وجلهم من خريجي أمريكا الشمالية. ولأن كثيرًا منهم أوشك على التقاعد، فإن البدائل تظل محدودة وقليلة، وأخشى أن تصبح نادرة بالنظر إلى تزايد أعداد السكان في المملكة مواطنين ومقيمين.
تعظيم سلام للدكتورة الفاضلة سمر السقاف، ومن ورائها ملحقية نشطة ووزارة يقظة.