الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أبحاث ولا في الخيال!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/10/1434
نص الخبر :

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
أبحاث ولا في الخيال!
هل من الممكن أن يتواصل دماغان بشريان عبر اتصال سلكي عن بُعد؟ بمعنى هل يمكن لأحدهما بإشارة ما التأثير على تصرّف الطرف الآخر عبر إرسال إشارة إلكترونية تعبر عن حركة معينة؟ أبحاث تبدو وكأنها جزء من خيال علمي متقدم لا يتحقق إلاّ في أفلام هوليوود، وما أكثرها!
في 12 أغسطس الماضي قام باحث اسمه راجيش راو من جامعة واشنطن (في مدينة ستايل) بإرسال إشارة من دماغه تعبّر عن حركة من أصابعه معقودة على شكل مسدس. وفي موقع بعيد استقبل دماغ زميلته أندريا شوكو الإشارة التي حفّزت دماغها على إطلاق عيارات متواصلة من مسدس افتراضي في لعبة إلكترونية. التواصل تم عبر خوذات إليكترونية مصممة للتجربة الفريدة من نوعها.
هذه الإشارات كانت حتى يومنا هذا وسيلة الاتصال بين أجهزة الكمبيوتر، وهي اليوم تخضع لمحاولة الوصل بين دماغين. محاولة تجري في ظل التقدم السريع الذي يشهده ميدان التواصل بين الكمبيوتر والدماغ البشري لمساعدة مرضى الشلل مثلاً؛ كي يستعيدوا قدرتهم على الحركة. وكذلك مرضى باركنسون أو الشلل الرعاشي. وبالطبع تمر هذه التجارب عبر موافقة اللجان المختصة بالنواحي القانونية والأخلاقية حتى لا يُساء استخدامها.
لكن هل النجاح ممكن في مثل هذه التجارب؟ وإلى أي مدى سيتم إخضاعها إلى المحظورات الأخلاقية، قبل أن تستغلها أجهزة أو وزارات أخرى لا خلاق لها مثل وزارات الدفاع، والحربية، ووكالات الاستخبارات والتجسس، وأجهزة الأمن في معظم دول العالم. ومنها بالطبع الولايات المتحدة التي انتهكت كثيرًا من الحريات والحقوق بدعاوى مكافحة الإرهاب، فكانت في واقع الأمر أنموذجًا سيئًا لدول العالم الأخرى، خاصة تلك المسودة صفحاتها أصلاً في ميادين حقوق الإنسان فازدادت سوادًا على سوادٍ.
بقيت ملاحظة أخيرة عن المدى الواسع الذي تشمله الأبحاث العلمية المتطورة، والتي تحتل الولايات المتحدة (ممثلة في مؤسساتها العلمية والبحثية) موقع الصدارة فيها دون منازع، في حين يحاول تقليدها الآخرون إلى حد كبير. ومن هؤلاء من يفعلها بموضوعية ومصداقية، وآخرون يفعلوها مباهاة وفشخرة، ليخدعوا بها البعض، لكنهم سيدركون في نهاية المطاف أنه وهم لا يدوم طويلاً.

 
إطبع هذه الصفحة