الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الحل ليس بمنع الصلاة
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/08/1434
نص الخبر :

لن أتكلم عن أسباب إسقاط رئاسة الدكتور محمد مرسي، فالجدل فيها يزيد الأمر تعقيداً خاصة أن الطرفين لا يستطيعان حسمه الآن بدون تهدئة النفوس. بالتالي أنصح نفسي وجميع جنرالات الكي بورد ورؤساء تحرير الكلمة والنصف على "تويتر"، أن يكتبوا عن التوفيق والمصالحة ونبذ العنف والإقصاء. أما الخلاف، فيتركونه لأصحابه المصريين. فليس من حق أي أحد تأجيج الصراع بين أبناء مصر من وراء شاشات الكمبيوتر والجوال عبر آلاف الأميال.
الوضع في مصر لا يحتمل المزيد من التصعيد، فكلا الفريقين يقفان على خط واحد من عدم الثقة لا تسمع فيه سوى الأصوات المتطرفة فتزيد من تردي الوضع وتقلل فرص الحل. ووصل الأمر تطرفاً إلى الحد الذي جعل أحدهم في قناة فضائية يدعو إلى منع صلاة الفجر لكي يمنع عن الإخوان التجمع. وفي الطرف الثاني نسمع آخر يحرض على إرجاع الأمر بقوة السلاح. وسط هذا الجدل ليست أمامنا إلا دعوة الطرفين للحكمة ولغة العقل لتغليب مصلحة مصر والمصريين باعتبارهما خطا أحمر لا يجوز المساس به.
علينا أن نضع أمام جميع الفرقاء أمرين مهمين: الأول، بناء الثقة قبل أي حوار بخطوات عملية على أرض الواقع، منها وقف الاعتقالات بين صفوف التيارات السياسية، ووقف تلفيق التهم، ووقف التحريض الإعلامي في جميع القنوات والصحف. وعدم الإقصاء ومن ثم اختيار ممثلين عن التيارات السياسية لوضع نظام انتخابات جديد توافق عليه جميع الأحزاب. الأمر الثاني، لا بد أن يدرك كل فريق أن الطرف الآخر متمسك برأيه ولا يمكنه الرجوع إلى الوراء، وبالتالي لا بد للجميع من الوصول إلى منطقة وسط تستحضر فيها فوائد الأمن والاستقرار وعواقب الانفلات الأمني. فبعد تراجع الاقتصاد وتنامي الصراع بين الرئاسة وأجهزة الدولة وانفلات الأمن، ليس أمام الفرقاء إلا الإصغاء للمخاوف من حرب أهلية هي ثمن العناد.

راكان حبيب  

 
إطبع هذه الصفحة