الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :موسم الخيـرات
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/08/1434
نص الخبر :

إبراهيم إسماعيل كتبي

مع اليوم الأول من شهر رمضان المبارك تتبدل مظاهر كثيرة في حياتنا فنبدو وكأننا نتغير، لكن الحقيقة أننا نستحضر عادات ارتبطنا بها في شهر الصوم من كل عام، فيتغير البرنامج اليومي ونكيف حياتنا معه كمواعيد النوم والاستيقاظ التي تنقلب رأسا على عقب، وتتحول معها عقارب ساعتنا البيولوجية لتصاب بالاضطراب، الذي بالتالي يصيب أداء الكثير من الأجهزة الحكومية الخدمية بالخلل، إلى درجة أننا اعتدنا تأجيل الكثير من المعاملات إلى ما بعد رمضان، ولنتذكر عندما كانت الدراسة في رمضان كيف كانت ووقتا ضائعا.
أيضا العبادات عند البعض لا تأخذ وقتها الذي تستحقه في شهر الصيام والقيام، لأن الحياة الحديثة تزاحم الإنسان في تفاصيله اليومية، وزاد عليها هجوم برامج الفضائيات التي يتم إنتاجها خصيصا لبثها في شهر رمضان، ولو حسبنا حجم الإنفاق على تلك الأعمال التلفزيونية، لا نستغرب لماذا تضيع الأوقات بغير هدف، مثلما تضيع الأموال بغير ضرورة. إن رمضان فرصة للتغيير الحقيقي لمن أراد أن يغتنم الفرصة، والاستفادة من حكمة مشروعية شهر الصوم فهي واجبة، وتكمن في صدق تدبر مقاصده والعمل بها، بإخلاص العبادة والارتقاء بالسلوك وسمو الأخلاق بفضائل التسامح والصبر والتراحم، وتهذيب النفس وتقويمها بالاستقامة واللسان الذاكر والقلب الخاشع، وتجارة رابحة مع الله لأصحاب العزائم بخير الزاد من التقوى. وأصحاب العزائم هم من يدركون معالي الأمور والإخلاص في العمل وحسن المعاملة وصلة الأرحام، والنهل الصادق من فضائل مدرسة الصوم لما فيه الخيـر للدين وصلاح الدنيا ومجاهدة النفس، وقبل ذلك دوام الصلة مع الله عـز وجل والتأسي والاقتداء بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. إن الآجال وإن طالت قصيرة، وأغلى ما يملك العبد المسلم في دنياه بعد الإسلام هو أعماله وكما قال الحق تبارك وتعالى (كل نفس بما كسبت رهينة) والشهر الكريم هو شهر التوبة والمغفرة والعتق من النار كما قال صلى الله عليه وسلم (من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). ها هو شهر الرحمات أطل بنفحاته لإعمار القلوب بالإيمان، واللبيب من يتغير ويكون من الفائزين.. نسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه، وأن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، وكل عام وأنتم بخير.

 
إطبع هذه الصفحة