الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :في مصر .. أخفّ الضررين
الجهة المعنية :موضوعات عامة
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/08/1434
نص الخبر :

عبدالله ابو السمح

لقد وجد الوضع المتأزم في مصر حلا وصفه شيخ الأزهر أحمد الطيب بأنه أخف الضررين، وهذا الأخف هو إقالة رئيس الجمهورية وجماعته وإعادة التجربة الديمقراطية مرة أخرى، ونرجو أن تكون «بالدرس المستفاد» من التجربة السابقة.
لقد كان متوقعا الذي حصل بتدخل عسكري يفض الاشتباك المتفاقم بين طرفي الشعب الموالي والمعارض وإصرار كل منهما على أنه الشرعي، جاءت شرعية أحدهما من الاقتراع وصندوق الانتخابات وأغلبية برلمانية، وجاءت شرعية الآخر «المعارضة» من الشارع ومظاهراته الكبرى والتوقيعات المليونية وشباب (تمرد) الذي أزاح قادة المعارضة القدماء وحركوا الناس، أعتقد أنه لم يكن مما حدث مهرب إلا القتال، لا شك أن الإخوان والرئيس مرسي أخطأوا كثيرا حين أصدروا قرارات كثيرة دون أن يمتلكوا وسائل التنفيذ الفاعلة، تعجلوا في التغيير ولم تكن عندهم ولا توصلوا إلى أجهزة التنفيذ، بل العكس نفروا منهم تلك الأجهزة، ولم يستطيعوا إسكات الغلاة المتشددين الذين أخافوا المجتمع بفتاواهم وآرائهم، الإخوان أهملوا قاعدة التدرج في مجتمع ليبرالي وإن كان متدنيا، واكتفوا فقط بمناصريهم دون اجتذاب الآخرين..
نعم لقد أنقذ الله مصر بفتوى أخف الضـررين، وبالتدخل الهادئ للجيش الذي ابتعد عن أسلوب «البلاغ رقم 1» حتى لا يعادي العالم الذي يرفض ذلك الأسلوب، وبقي التطبيق الجاد والفعلي للمصالحة بين الفريقين واحتواء الإخوان حتى لا يتجهوا للعمل السري، والطريقة المثلى لذلك الإسراع بإجراء انتخابات نزيهة خلال عدة شهور.

 
إطبع هذه الصفحة