الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :البحث العلمي بين التعليم العالي والقطاع الخاص
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/08/1434
نص الخبر :
أ.د. طلال بن عبدالله المالكي
السبت 06/07/2013
البحث العلمي بين التعليم العالي والقطاع الخاص
يطالعنا الإعلام بين الفينة والأخرى عن مبادرات لبعض شركات القطاع الخاص في المملكة لتبني مشاريع للبحث العلمي، سواء بالدعم المالي أو تأسيس معامل بحثية في الجامعات أو في مقر تلك الشركات، أو إنشاء جوائز للبحث العلمي،فعلى سبيل المثال لا الحصر تعتبر الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) من الشركات الرائدة في دعم البحث العلمي في جامعات المملكة، ويأتي دعمها هذا إدراكاً منها لأهمية الاستفادة من الخبرات البحثية المتوفرة في الجامعات السعودية من خلال مراكز الأبحاث في الكليات المختلفة، ومثال آخر هو شركة " المراعي " وغيرها، وهذه المبادرات على الرغم من أهميتها، إلا أنها ماتزال – في نظري – خجولة إذا ما قارناها بما تقدمه شركات القطاع الخاص في العالم الغربي فمثلاً :
•في سويسرا ، تأتي 9.66 مليار فرنك أي ما يعادل حوالي 70% من الميزانية الإجمالية للبحث العلمي في الجامعات، مباشرة من دعم الشركات الخاصة على اختلاف تخصصاتها.
• متوسط ما تنفقه الشركة الصناعية في الولايات المتحدة على البحث والتطوير هو 3.5% من إيراداتها. إلّا أن هذه النسبة تختلف من شركة إلى أخرى.
•تنفق شركات التكنولوجيا العالية High-Tech نسباً كبيرة من إيراداتها على الأبحاث. فشركة نوفارتس للأدوية مثلا ً تنفق 15.1% من إيراداتها على البحث والتطوير، وتصل النسبة في شركة مثل إريكسون إلى 24.9% من إيراداتها.
بعد هذه المقدمة السريعة، أود أن أطرح بعض الأسئلة المبررة حول واقع العلاقة بين البحث العلمي "الأكاديمي" وشركات القطاع الخاص ، ويمكن إيجازها على النحو التالي:
•تحدثنا الإحصائيات الرسمية عن المئات من شركات القطاع الخاص ذات المداخيل والأرباح المرتفعة جداً، والسؤال : هل وضعت تلك الشركات من ضمن خططها الاستراتيجية دعم البحث العلمي بشكل أو آخر ؟
•البنوك والمصارف السعودية تحقق مداخيل مرتفعة ، هل أدركت إداراتها أن مؤسسات ومراكز البحث العلمي في مجتمعاتنا الأكاديمية يجب أن يكون لها نصيب مستحق من أرباحها ؟
•هل تدرك الشركات الصناعية المحلية أن بالجامعات مراكز بحثية وباحثين مميزين يمكن بل يتوجب عليها أن تستفيد من خبراتهم قبل التوجه إلى باحثي مؤسسات البحث العلمي الأجنبية ؟
إن جامعاتنا ومؤسساتنا البحثية الأخرى - في معظمها - تقوم بالكثير من الدراسات النظرية والبحوث العلمية الأساسية أو التطبيقية غير الموجهة بأهداف لتطبيقات محددة ، لذلك فمن المهم والأجدى أن تتحول تلك البحوث إلى بحوث تطبيقية تحويلية ، وليس هناك أنسب من شركات القطاع الخاص بكافة توجهاتها وتخصصاتها. إلا أنه يجب ألا نتوقع أن تنتج العلاقة المقترحة بين باحثي المؤسسات البحثية الأكاديمية ومؤسسات القطاع الخاص نتائج فورية وأن نحقق نتائج بنسبة 100% ، ولكن بالدعم والتشجيع وتكامل الرؤى والتخطيط المشترك سنصل إلى ذلك في سنوات قليلة .. وبالله التوفيق .

 
إطبع هذه الصفحة