الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :حرب الكوريتين
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/06/1434
نص الخبر :
من حين لآخر، تندلع أزمة حادة بين كوريا الشمالية، من ناحية، وكوريا الجنوبية وحلفائها (أمريكا، اليابان.. وغيرهما) من ناحية أخرى.
وعادة ما تتدخل الصين وروسيا لصالح كوريا الشمالية، ولكن على استحياء، ومن باب الحيلولة دون توغل أمريكا وحلفائها في شبه الجزيرة الكورية. وقصة الكوريتين المعروفة تقدم درسا في العلاقات الصراعية الدولية الساخنة بين قطبين سابقين تنازعا الهيمنة على العالم (أمريكا والاتحاد السوفييتي السابق). وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، وزوال المعسكر الشرقي، لم يبق في العالم سوى أربع دول يحكمها «حزب شيوعي» وحيد (هي: كوريا الشمالية، فيتنام، منغوليا، كوبا) إضافة إلى الصين التي باتت «شبه شيوعية».
وبعد انفراد أمريكا بقمة العالم الاقتصادية ــ السياسية أصبحت تلك الدول يتيمات إلا من تأييد المتصدين للنفوذ الأمريكي المتزايد، وبخاصة كل من روسيا والصين. وثبت أن التطبيق السوفيتي (الستاليني) للشيوعية كان لا بد أن يزول كما أن البديل الاقتصادي الذي تقدمه أمريكا مازال عاجزا عن الاستجابة لحاجات البشر الأساسية. والرأسمالية المطلقة ليس خيارا بديلا.. نظرا لما في ثناياها من بذور فناء. ولعل الرأسمالية غير المطلقة هي خيار العقلاء الآن.
نعم، انقسام كوريا إلى دولتين كان نتيجة الصراع الكوني الذي كان يدور بين الأمرييكيين والسوفييت. أصبح شمال كوريا محكوما بحزب شيوعي متطرف ــ ديكتاتورية قلة من الشعب الشمالي، بينما أصبح الجنوب ديمقراطيا، ورأسماليا ــ رأسمالية غير مطلقة، ومصحوبة بتدخلات حكومية عدة. تطورت الدولة الجنوبية حتى أمست إحدى الدول العشرين، بينما تخلفت كوريا الشمالية في كل شيء ــ تقريبا ــ ولكنها تقدمت في صناعة الأسلحة والصواريخ، بل أصبحت دولة نووية. يصل التوتر بين الشمال والجنوب لدرجة الحرب، وذلك بمبادرة من الشمال الذي يلجأ لقرع طبول الحرب من فترة لأخرى، ولكن سرعان ما تهدأ الأمور وتبقى النار تحت الرماد. سيستمر هذا السيناريو حتى ينهار النظام الشيوعي الشمالي، وتتوحد الكوريتان في دولة جديدة مرموقة.

 
إطبع هذه الصفحة