الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :يحسبون أنهم يحسنون صنعًا!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/06/1434
نص الخبر :

ملح وسكر

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
يحسبون أنهم يحسنون صنعًا!
(جبتك يا عبدالمعين تعين، لقيتك يا عبدالمعين تنعان).. هذا هو حال القوات المسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص التحرش الجنسي بالنساء. آخر الشكاوى المقلقة لديهم التهمة الموجهة إلى المقدم في القوات الجوية جيفري كورسينكي المتضمنة تلمس الأعضاء الحساسة لسيّدة في موقف للسيارات في ولاية فرجينيا حيث مقر وزارة الدفاع الأمريكية. الكارثة أن جيفري هو رئيس وحدة مكافحة التحرش الجنسي في القوات الجوية.. من جد يستحق دور عبدالمعين..
هكذا يستمر البشر في ضلالاتهم بدعوى التقدم والحرية والمساواة.. هم فعلًا ممن (ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا). وهم بكل هذه القوانين الصارمة وبرامج التوعية المتقدمة يواجهون مشكلة تصاعد وتيرة هذه المخالفات والاعتداءات الجنسية ضد النساء العاملات في فروع القوات المسلحة المختلفة. وتؤكد آخر إحصائية أن معدل هذه الاعتداءات قد ارتفع بنسبة 35% خلال العامين الأخيرين فقط، ففي إحصائية سرية قام بها البنتاغون تبيّن أن 26 ألف سيدة تعرضن لمضايقات وتحرشات العام الماضي مقارنة بـ 19300 حالة عام 2010م. ولا يكاد يمر يوم إلا وهذه الانتهاكات حادثة، بل إن بعضها يتعلق بكبار المسؤولين العسكريين والأمنيين مثل ديفيد بترايوس مدير وكالة المخابرات المركزية CIA السابق.
ولأن كل ما بلغته المرأة في الغرب يُعد مكاسب عظيمة لا تراجع عنها، فإن من المحتم ارتفاع نسب هذه الممارسات التي يحاول الرجل الاستمتاع بها على أمل أن تمر دون شكوى ولا عقاب. وبالفعل لا يُدان في هذه القضايا سوى 10% فقط في حين تقتصر جزاءات الحالات الأخرى (إن ثبتت) على عقوبات إدارية بسيطة أو نسيانها تمامًا، مما يعني أن ثمة حالات كثيرة ربما انتهت إلى الاغتصاب تمر دون شكوى إذ تُفضِّل الضحية الصمت بدلًا من الدخول في متاهات المساءلة والمحاكمة والأخذ والرد، وحتمًا سينالها شيء من التجميد الوظيفي بصفتها (تحب إثارة المشكلات).
وفي الشهور القليلة الماضية أقرت معظم الولايات الأمريكية قوانين زواج المثليين بصفتها إنجازات (حضارية) هائلة، والغرب في أوروبا تابع نجيب، إذ أجازت فرنسا قوانين مماثلة.
حقًا إنه سعي غارق في الضلالة والغواية والانحراف.

 
إطبع هذه الصفحة