الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الشيخ صالح: عاش كبيرا ومات كبيرا
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/06/1434
نص الخبر :

الشيخ صالح: عاش كبيرا ومات كبيرا!

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
الخميس 09/05/2013
الشيخ صالح: عاش كبيرا ومات كبيرا!
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان من يرفع ذكر أقوام ويضع ذكر آخرين.
هكذا رحل الشيخ العالم الزاهد صالح الحصين، وأثره باق وذكره مرفوع والحب له حقيقي غير زائف. وفي المقابل، كم من الناس رحلوا ولهم في البنوك عشرات المليارات، ولهم فوق الأرض ملايين الأمتار المربعة، قد سكنوا في أفخم المساكن ولبسوا الحرير وتمتعوا بأطايب الطعام وفاخر الثياب وبما غلا ثمنه من كل صنف ونوع وسلعة.
وأما الزاهد المتواضع صالح الحصين، فكان حال حياته نموذجا يسر الناظرين الطيبين المتمسكين بحبل الله (وإن أصابتهم مغريات الحياة). كان بالنسبة لهم قامة يصعب الارتقاء إليها، وهامة تعلو فوق متاع الدنيا بأسره وترفها وزيفها. لم يزده علو المناصب التي تولاها إلا زهدا فيها، وبراءة من استغلالها، أو حتى الاستمتاع بما هو منها حلال لا شبهة فيه.
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.. أن لا يلتفت المرء إلى صيحات المجتمع الذي يحيط به، الغارق في بحار من المظاهر الزائفة، والبروتوكولات التافهة. إنه فضل من الله عظيم.. فضل يزداد فضلا، عندما يكون صاحبه في أعلى مرتبة وظيفية يحلم بها كثير من أولي الأحلام والنهى، فضلا عن الطامحين إليها وهم لها غير مستحقين!
كتب عنه الدكتور محمد الأحمري فقال عنه ما قاله الإمام الحسن البصري عن عمرو بن عبيد: (رجل كأن الملائكة أدبته، وكأن الأنبياء ربته، إن أمر بشيء كان ألزم الناس له، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له، ما رأيت ظاهرا أشبه بباطن منه، ولا باطنا أشبه بظاهر منه).
وشهد العقلاء له بالحكمة وبعد النظر، ومن دلائل ذلك أنه عندما طُلب منه نشر فتاوى وخطب مشايخ الحرم قال بنظرة عميقة واسعة: (ليس كل ما يُقال من محاضرات وفتاوى في الحرم يصلح لكل المسلمين في العالم). وعُرف عن الشيخ كذلك تركه عضوية لجان شرعية لبعض البنوك خشية من شبهات الربا التي تغلف بعض المنتجات البنكية الإسلامية.
مناقب الشيخ كثيرة، والمساحة قليلة. رحم الله علما سامقا من أعلام الحكمة والزهد والتواضع.

 
إطبع هذه الصفحة