الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الفيصل والعـروس
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/06/1434
نص الخبر :
لسنوات طويلة استحقت مدينة جدة وعن جدارة لقب عروس البحر الأحمر وذلك لجمالها التاريخي وموقعها الاستراتيجي ومكانتها التجارية التي اكتسبتها منذ فجر التاريخ، فهي البوابة الرئيسية للحاج والمعتمر من جميع منافذها برا وبحرا وجوا، كما أنها تعد عاصمة المملكة التجارية، ذلك أن إطلالها على ساحل البحر الأحمر جعلها قبلة للتجار والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم، ولقد أولت الدولة الكثير من الاهتمام بهذه المدينة الساحلية المشعة وحرصت طيلة الوقت على تطويرها وتنميتها وبما يتناسب مع معطيات العصر.
لقد اتسعت مساحة هذه المدينة واكتظت بالسكان، كما تعددت مدنها وقراها ومراكزها وباتت بحاجة لعملية تطوير وتنمية مستمرة طيلة الوقت، هذا التوسع الأفقي والمتزايد للمدينة جعل التخطيط العمراني لها يواجه الكثير من العقبات المتتالية، فما أن تنتهي مشكلة إلا وتعقبها أخرى. قد تكون تلك العقبات ناجمة عن قدر من سوء التخطيط الناجم عن الاكتظاظ السكاني غير المتوقع، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن التوسع العمراني بحد ذاته يكاد لا يخلو من العقبات، خاصة إذا كانت الطموحات كبيرة.
عندما تسلم الأمير خالد الفيصل إمارة المنطقة وجد نفسه وجها لوجه أمام مدينة صاخبة ضاجة بالحياة وبالمشكلات معا، طموحات مواطنيها لا تقف عند حد معين، ومتطلبات الإنجاز تحتاج إلى شراء الوقت، ذلك أن التباطؤ في طرح الحلول يؤدي إلى تضخمها، أضف إلى ذلك فقد ورث الأمير الكثير من السلبيات السابقة، فالمدينة تعاني فقرا في البنية التحتية في بعض المرافق الحيوية مثل الصرف الصحي وتصريف السيول ومشكلات النقل وغيرها، ناهيك عن مشكلات العشوائيات الأمنية والعمرانية.
لقد وجد الأمير نفسه فجأة أمام طوفان من المشكلات المتراكمة من عقود سابقة، وهو ما استدعى البدء في العمل فورا لحل تلك الأزمات الخانقة، وبالفعل لقد تم إقامة العديد من الجسور والأنفاق وبأعداد كبيرة لفك حصار المدينة المختنقة بالازدحام، وقد تم الانتهاء منها في وقت قياسي دون شك مما حول حركة السير والمرور في شوارع جدة لحالة انسيابية رائعة قلصت إلى حد ما الازدحام المروري.
أما مشروعات السيول فقد تم البدء في مشاريع الحلول الدائمة لمعالجة مياه الأمطار وتصريف السيول وإقامة السدود مع الحرص على أقصى درجات الكفاءة في إنجازها وهو ما يعني أن العمل في تلك المشاريع كان يجري على قدم وساق لتخطي هذه المشكلة التي باتت تؤرق وتزعج الكثير من سكان المدينة، وقد تضمنت المشروعات وضع مخطط عام لتصريف المياه والسيول ووضع خطط لتصريف مياه الأمطار القائمة وتحديث مراكز الطوارىء ومعالجة ظاهرة المياه الجوفية، وإنشاء العديد من السدود بملحقاتها، والبدء بإنشاء قنوات جديدة لتصريف مياه الأمطار، مع التعهد مستقبلا بتوصيل السيول للبحر..
لاشك أن المتأمل لمدينة جدة والزائر لها بعد انقطاع سيلحظ الفرق الكبير بين ما كانت عليه من قبل وما هي عليه اليوم، إن مدينة جدة تتطور شهرا بعد شهر، بل وتزدان يوما بعد يوم، ولا ينكر أي منصف الجهود التي بذلت في ذلك، كما جاءت قرارات مجلس الوزراء وعلى الأخص تلك المتعلقة بمشكلات النقل العام لتتوازى مع أحلام الأمير بأن تكون جدة مدينة تبهر الجميع بجمالها وتطورها. وللإنصاف فإن جهود الأمير لم تقتصر على مدينة جدة وقراها فقط، بل إنها امتدت إلى مكة والطائف وبقية المحافظات التابعة للمنطقة، كما أن متابعة العمل لم تتم من خلال الاسترخاء في المقاعد الوثيرة بالمكاتب المكيفة، بل تمت ميدانيا داخل المواقع ووسط ظروف العمل الشاقة.
لا أحد ينكر جسامة المسؤولية التي في حقبة الأمير، ولكن حسبنا أن لديه الطموح ولدينا الآمال، ونحن واثقون من أنه أهل لها، نحن نأمل أن تكون هناك أكثر من جامعة حكومية في المدينة، وأن تتخلص هذه المدينة من العشوائيات المؤرقة، كما نأمل بأن تكون هناك مجمعات سكنية لمحدودي الدخل، وأن توضع حلول عاجلة لنقص مياه الشرب وكذلك مشكلات الصرف الصحي، ونحن على يقين من أنه بعد الانتهاء من مجمل تلك المشاريع ستستحق مدينة جدة لقب درة العروس عن جدارة واستحقاق، فهنيئا لنا بالأمير وهنيئا للأمير بنا وبالعروس.

 
إطبع هذه الصفحة