الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ومن يراقب المراقب!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/05/1434
نص الخبر :

ومن يراقب المراقب!!

ملح وسكر

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
الأربعاء 10/04/2013
ومن يراقب المراقب!!
أثناء لقائه في جامعة الملك عبدالعزيز الأربعاء الماضي، رسم معالي وزير الخدمة المدنية صورة وردية لحال موظفي الدولة عمومًا، مثنيًا على عمومهم، ومؤكدًا أنهم يقدمون خدمات جيدة بالرغم من كل المؤشرات التي تدل على غير ذلك مع وجود استثناءات (لكن قليلة).
ولمّا قصر الوقت عن استقبال كل الأسئلة التي كانت ستنهال على الوزير الأديب الخلوق، فقد أرسل لي زميل يأمل نشر فحوى سؤال عن صورة سلبية تتكرر في كثير من الجهات الحكومية التي تقدم الخدمة. يقول الزميل: (نلاحظ كثيرًا الشبابيك المخصصة لاستقبال المراجعين، والتي تتجاوز عددها عدد العاملين فيها بكثير، فمثلا قد تُخصص 10 شبابيك للخدمة، لكن عليها 3 موظفين فقط مع وجود عشرات المراجعين في بعض الأوقات). الزميل يقترح تركيب جهاز مراقبة متطور بنظام كاميرات رقمية إلكترونية في صالات المراجعة على أن تكون تحت ملاحظة رئيس القطاع، ومقرون بنظام تسجيل شهري كما هو في بعض المحلات التجارية
ومن طرفي، أود إثارة تساؤل حول جدوى مراقبة "رئيس ما" لمرؤوسيه إليكترونيًّا إذا كان هو نفسه من (المزوغين) الذين يضربون في الأرض سعيًا وراء مصالحهم الخاصة، أو يغلقون الأبواب من ورائهم، أو من (المتفلتين) الذين لا يداومون إلاّ متأخرين، ناموسيتهم صفراء والمسؤولية لديهم معانٍ جوفاء. هؤلاء هم في حاجة إلى كاميرات ترقبهم، ولكن لا رقيب إلاّ الله. وعادة يعمّر هؤلاء في مناصبهم طويلاً، وإلى الله المشتكى.
وكلمة حق ذكرها الدكتور مازن رشيد في اللقاء نفسه حين أشار إلى أن معالي الوزير اعتمد نظام البصمة لكل موظفي وزارته، وكان هو أول الباصمين، مع أنه صاحب (المعالي) الذي لا يُسأل عما يُفعل وموظفوه يُسألون.
أعود لاقتراح صاحبنا الذي يأخذ من شبه (ساهر) 40 ما شاء الله يقلدون ساهر، وكثير منهم له منتقدون. باختصار التقنية تريحنا من (وجع) رأس كثير، لكنها تظهر للأسف جانبًا مظلمًا من أنفسنا هو خشيتنا من التقنية، ومن الرئيس المباشر وفوق المباشر أكثر من خشيتنا لله عز وجل.
باختصار ضمائرنا في إجازة إلاّ ما رحم ربي.


 
إطبع هذه الصفحة