الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :تعقيدات سيبويه
الجهة المعنية :موضوعات عامة
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/05/1434
نص الخبر :

تعقيدات سيبويه

في كل مرة أجلس لأكتب مقالا أو رسالة أتحير أحيانا في إعراب بعض الكلمات، هل هي بالرفع أو بالنصب.. إلخ، ذلك لأن قواعد اللغة العربية، وما يسمى بـ«النحو» شديدة التعقيد كثيرة الاستثناءات، لم تكن دراسة هذا النحو بالأمر السهل فقد أورثنا الأسبقون قواعد معقدة وتفننوا في ذلك، فقد اعتبروا ذلك من تمام العلم باللغة، حتى أنه قيل إنهم قلائل أولئك الذين قرأوا كتب «سيبويه» أهم عالم نحو في العربية وفهموها وفكوا أحاجيها، وحتى الكتاب المشهور في النحو - أي القواعد - وهو «ألفية ابن مالك» الذي وضع تلك القواعد في شعر ليسهل حفظها، فكان بينها وبين السهولة سنة ضوئية، وسارع القوم كالعادة لشرحها وربما لزيادة تعقيدها، من أولئك الشراح «ابن عقيل» وهو من كبار فقهاء الحنابلة، وشرح الأشمونية.. إلخ، وقد درسنا في مدرسة تحضير البعثات الثانوية (النحو الواضح) وهو أحدث كتاب في زمنه أخرجته وزارة المعارف المصرية بمشاركة عدد من كبار الأدباء منهم الدكتور طه حسين لتدريس النحو بلغة سهلة على منهج الألفية، وكل التطوير كان في أسلوب العرض، ومضى بي الزمن وألفية ابن مالك تناصبني العداء. ثم قررت وكثيرا ما أقرر دراسة القواعد أو على الأصح حفظها ولكنها - رغم الجهد - كانت تتبخر، واشتريت عديدا من الكتب الحديثة من تأليف لبنانيين وغيرهم، ولكن جميعهم لم يجرأوا على التطوير، وظلت القواعد كما هي كل قاعدة لها عشر استثناءات والمرفوع يصير منصوبا وهذا في محل رفع وآخر في محل خفض. لقد أكثرت من المطالبة بتطوير «النحو» أو القواعد، وآخر من طالب صديقنا عابد خزندار في مقال له مؤخرا في جريدة الرياض ورغم افتخاره بإجادة النحو فقد كان مصحح الجريدة يجري تصحيحا في كتاباته، مما أغضبه وجعله يدخل في خناقات لغوية عما يجوز وما فيه قولان، وسيظلون يرفعون له الضغط إلى أن يتم تطوير قواعد اللغة وتسهيلها مما نؤمل أن يحدث ولو جزئيا. بالأمس - منذ عام - صدر قرار وزير التعليم العالي المشرف العام على مركز الملك عبدالله الدولي بتعيين الدكتور عبدالله الوشمي أمينا عاما للمركز لخدمة اللغة العربية، وقد تفاءلنا بأن هذا المركز سوف ينجز التطوير ويخفف من صعوبات قواعد اللغة للناطقين بها وللأجانب، هذه اللغة التي نعتز بها ونضفي عليها قداسة ويندر من تجد الآن من يتحدث بها أو يخطب دون أخطاء فادحة، هذا المركز الذي أنشئ لخدمة اللغة يبدو أنه دخل في بيات شتوي وصيفي ولم نعد نسمع عنه، كذلك جائزة الملك فيصل لم تخصص أبدا بعض مسابقة أو بحثا لتطوير قواعد اللغة وفي ظني أنها لو فعلت لأوجدت باحثين جادين، فهلا مجتهد يخرجنا من ورطة سيبويه وابن مالك؟ قولوا إن شاء الله.

 
إطبع هذه الصفحة