الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :مدارس ذكية وأموال مهدرة
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 01/03/1434
نص الخبر :

ملح وسكر

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
مزيد من إهدار المال العام، وغياب للأولويات.. متاهات بعضها فوق بعض. هكذا كان شعوري وأنا أقرأ في الحياة خبراً بتاريخ 25 ديسمبر الفارط عن توجه وزارة التربية والتعليم لتجهيز 15 مدرسة ذكية بمبلغ فلكي هو 800 مليون ريال.
ما معنى مدرسة ذكية يا ترى؟ هل ستحيل الطلبة إلى عباقرة ونوابغ وحملة نوبل؟ إنها باختصار شوية أجهزة إلكترونية يسوق لها مجموعة من الشركات الغربية والشرقية التي لا تفتر من تطوير الاختراع تلو الاختراع الذي يزيح جديده قديمه بهدف (مص) مزيد من الأموال.
والله يا جماعة حسبة لا تُصدق! 800 مليون ريال تقسيم 15 تعطي 53 مليون ريال لكل مدرسة في المعدل، أي تكلفة بناء المدرسة الحكومية 5 أو 6 مرات فقط لتجهيزها بأجهزة أعتبرها غبية لأنها لا تعقل ولا تفكر، منها على سبيل المثال سبورة خاصة زاهية الألوان تسمح برسومات ومنحنيات وأشكال وتعديلات على النصوص وغيرها تعمل باللمس وتخزين البيانات والمعلومات. نعم هي تقنية، لكنها لن تلبث أن تُستهلك وتصبح قديمة بعد عدد محدود من السنين. وسوف (توحل) المدارس في آلية التخلص منها أو تُلقى في مستودعات الوزارة وإدارات التعليم حتى يتم إعدامها والتخلص منها. ومن هذه التقنيات ما هو مربوط ببعض عبر حاسب آلي يمكن من خلاله التحكم في عدة أجهزة في آن واحد.
صراحة لا أرى مبرراً لهذا الإسراف ، خاصة إذا اعتبرناه جزءاً من مشروع تطوير التعليم الذي اعتمده الملك وخصه بتسعة مليارات منذ 6 سنوات وأكثر، ولم يُنفق منها شيء يُذكر في سبيل تطوير حقيقي للتعليم العام.
صدقوني أن أكثر السيناريوهات احتمالاً هو تركيب هذه الأجهزة الباهظة الثمن وتشغيلها لعدة أسابيع على الأكثر ثم تبدأ سلسلة الأعطالات التي تتطلب لإصلاحها ميزانيات، والميزانيات تُطلب من المديريات، والمديريات تخاطب مقام إدارة الميزانيات التي ستحيلها إلى لجان فنية ثم إلى لجان للترسية ثم عوداً إلى الميزانيات ومنها بعد شهور طويلة إلى المديريات التي ستكتشف أن المستودعات قد تراكمت فيها تلك التجهيزات، وأن الفصول لم تعد ذكيات، وأن خير العلم في اللوح القديم والطباشيرات.
رفقاً يا وزارتنا بأموالنا، وبمستقبل أبنائنا وبناتنا!!

 
إطبع هذه الصفحة