الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :وماذا عن رمضان؟
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/03/1434
نص الخبر :

ملح وسكر

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
أشارت المدينة (27 يناير) إلى تحذير الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من استغلال الحرم للنوم وتجميع الأمتعة في الساحات مما يؤدي لتشويه المنظر العام أمام الزوار والمعتمرين. وبين معالي الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن السديس أن لشهر رمضان ترتيبات أخرى غير المعتمدة حالياً.
وهنا بيت القصيد الذي يحتاج إلى كثير من النثر والقصيد. شهر رمضان الكريم وعشره الأواخر هو بالضبط موضع معاناة كثير من القائمين والراكعين والساجدين. إنهم المعتكفون يا معالي الرئيس! وللتصحيح ليس المعتكفون، بل سلوكيات المعتكفين، وكثير منهم لا يراعون حرمة البيت العتيق، إذ بجانب الانتشار في كل أنحاء المسجد الحرام خاصة الأجزاء المكيفة منه، فإن النظافة تغدو عزيزة في معظم الجوانب التي يغزوها المعتكفون. ولو تيسر لمراقب الاطلاع على كميات الأوساخ وبقايا الطعام التي (تُدس) تحت (المفارش) و(البسط) لأصابه ذهول كبير.. بقايا (فراخ) وسوائل (شربة) ومفرومة (سمبوسك) و(فصي) تمر بغير عدد. وكل ذلك خليط تنبعث منه روائح ليست طيبة أبدا. وأما إزارات الإحرام المتسخة فتغطى مساحات لا بأس بها لزوم حجز المكان، والروائح أيضاً فصل آخر من عفن المكان في أقدس مكان.
وأما أسلاك شاحنات الجوالات (المتكأكئة) على أفياش الكهرباء، ففيلم مشوق آخر تدل على أن الربع المعتكف لا يريد الانقطاع عن الدنيا والتفرغ لله واليوم الآخر. وإنما هي للبعض جزء من تقاليد الشهر الكريم لا بد من ممارستها مهما كانت الأثمان، ومهما تضايق بنو يعرب وبنو عجمان.
ليس لي حق الاعتراض على ممارسة سنة الاعتكاف الحميدة، لكني لا أرى مبرراً لاقترانها بكل هذه المخالفات الحسية والبصرية التي تؤذي ملائكة الرحمن فضلاً عن ضيوفه الكرام. للاعتكاف آداب لا بد من تطبيقها، وإلا فصلاة الفرد في بيته خير وأولى. والشيخ الدكتور/ عبدالرحمن السديس يدرك ذلك حتماً، بل وربما لاحظه كل عام على مدى العقود الثلاثة الماضية يوم أن كان خارج المسؤولية النظامية. أما اليوم فهو المسؤول الأول، وهو الرجل المحنك المتيقظ الذي لن تعجزه البحث عن آلية لمعالجة هذه القضية الحساسة بحكمة وروية تجمع بين الحسنيين وتدفع بها الأذى عن الثقلين.


 
إطبع هذه الصفحة