الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :المسافر الموثوق به
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/03/1434
نص الخبر :
جاء في علم السياسة والأنظمة الشرعية أن الاتصال والتواصل من أجل تبيان موضوع هام وحساس هو أقرب وسيلة إليه لقاء الوجه بالوجه وهي ذات مردود فعلي سريع للفهم والتفاهم مع الآخر. وانطلاقا من هذه القواعد السياسية الإسلامية وعلى وجه الخصوص في المجال الأمني وراحة المواطن السعودي وحفظ كرامته وحقوقه وانطلاقا من قول الله تبارك وتعالى (ولقد كرمنا بني آدم) نظمت الاتفاقيات والمعاهدات بين الدول ولقد ازدادت أهميتها في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وأصبحت الوسيلة المطلقة لإتمام التنظيم والتقنين بين الدول وخصوصا الدول الإسلامية مع الدول الغربية فهي تتمتع بالسمات المتميزة كونها أسلوبا ميسورا وهاما لخلق قواعد في مجال الأمن وراحة رعايا الدول، واهتمت الشريعة الإسلامية بالإجراءات الضرورية بعقد وإعداد هذه المعاهدات من المفاوضات التي هي أمر أساسي وضروري تسبق أي إجراء آخر من إجراءات الاتفاقيات ولقد أشار فقهاء القانون الدولي أن المعاهدات والاتفاقيات في الشريعة الإسلامية تمر بأدوار خاصة بالتفاوض يباشرها الإمام أو نائبه أو من يكلفه الإمام بتحريرها بين الدول. وهذا ما جرى عليه العمل في القانون الإسلامي والقانون الدولي والوثائق الأمنية قام سمو وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف -وفقه الله- في جولات ورحلات أمنية إلى كل من المملكة المتحدة البريطانية والولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الكندية، التقى في تلك الدول برؤسائها وأقطاب السياسة والأمن فيها ونظرائه من الوزراء وقد نتج عن هذه اللقاءات، التي حمل لها سموه ملفات متعددة الاختصاصات تهم التعاون والأمن وسفر السعوديين وتحركاتهم بعوائلهم إلى تلك الدول، اتفاقيات وبيانات سبقتها بطبيعة الحال مناقشة أجندات حملها الوزير الدنميكي والشعلة الذكية من الجعب الأمنية والملفات الهامة المتعددة الصور كونه لازم وتعلم من مدرسة أبيه الأمير نايف -رحمه الله- رجل الأمن المتميز. ومن خلال تربعه على الكرسي الأمني بما يقارب 15 سنة في السلم الهام العالي وهو يرى منه كل صغيرة وكبيرة هامها وخطيرها مما استوجب تفهم الآخر وإفهام الآخر ما قد يقع من لبس وسوء فهم أو تفسير لا يصادف محله، لذلك انطلق الوزير الهادئ والرزين في جولاته مخاطبا الغير وجها لوجه وهو يمثل دولة ذات ثقل إسلامي عالمي كبير تنهج الريادة والاتزان والاعتدال ولغة الخطاب السياسي الأمني وهو فخر للمملكة العربية السعودية بقياده ولاة الأمر. فها هو الأمير محمد يترجم روائع العطاء الرباني لأبناء بلد الحرمين الشريفين بلد الأمن والأمان المتسم شعبها بحمل القيم والمبادئ الإسلامية الأصيلة وفقه التعامل الحضاري مع الآخر. ومن خلال الاستقراء لهذه الزيارات وما تمخض عنها من اتفاقيات أمنية ترجمت إلى لغة العقل الإنساني المنظم (للمسافر الموثوق به) إن هدفها أن نعلم الآخر من جميع دول العالم أن أبناء المملكة ولله الحمد مدركون لمتغيرات الأزمنة ومستجدات العصر ولهم طعم إنساني وتراثي لهضم التعامل المشرف مع الآخر لغة، وحضارة، ونظاما، واحتراما للبيئة الغربية. وها هو سمو الوزير الأمير محمد يخاطب الآخرين بأنه يفخر بهؤلاء الحاطين رحالهم في بلدان الغرب فالثقة بهم وإزالة ما ران على أفكار الغير عنهم ظلما وعدوانا.. فالهدف الأساسي من الزيارات ينصب في صالح الوطن والمواطن وسمعتهما وراحة وتيسير أمورهم المتبادلة مع الطرف الآخر في ظل المحافظة على سلوكياتهم في جميع بلاد العالم وخصوصا البلاد الأجنبية الغربية. إن الزيارة تأتي في إطار (لكم فاحسنوا يا رعاكم الله) فتكون الثمار تسهيل التنقل والانتقال بروح الواثق بالله ثم المدرك أن دولته تهتم به وتقوم بتذليل كل الصعاب. فلنكن عند حسن ظن قيادتنا فينا ووزير داخليتنا حرصه الله ورعاه. إنها علاقة شراكة لمنظومة متعددة الإيجابيات ستكون فيها تسهيلات وراحات وثمار مفيدة، فبارك الله في الجهد المبذول وجزى الله سمو الأمير محمد الإنسان المحب لأبنائه وأخوانه المواطنين وهي ثمرات التوجيهات.. والله الموفق.
* أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز، عضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي محكم قضائي

 
إطبع هذه الصفحة