الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :السقف أم البدل
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/02/1434
نص الخبر :

السقف أم البدل ؟

للحوار بقية

د. مازن عبد الرزاق بليلة
السبت 12/01/2013
أخيرا نطقت جمعية حماية المستهلك ورفعت رأسها بدراسة تخاطب بها وزارة المالية، تطالب فيها تحديد أسعار المساكن، وتحديد سقف لارتفاعات الإيجارات، سواء للشقق أو المنازل أو المكاتب التجارية، وتقول المذكرة أن غالبية الدول تضع سقفاً معيناً في ارتفاع أسعار الإيجارات، إلا أن أسعار الإيجارات في السعودية بلغ ارتفاعها 150%، وتقدمت الجمعية بنسخة مماثلة من الدراسة لوزارة الإسكان لعلها تفيق!
ُيناقش في مجلس الشورى فكرة لا تختلف كثيراً عما ذهبت إليه حماية المستهلك، ولكن تنظر للمشكلة من زاوية مختلفة، بدلاً من تحديد سقف للإيجارات، تقدمت بإضافة بدل سكن لسلم رواتب الوظائف المدنية، لتقابل مشكلة ارتفاع أسعار الإيجارات الجنوني ببدل السكن السنوي، والحصول على مصدر دخل يغطي قيمة الإيجار أو الجزء الكبير منه.
سبب الارتفاع للإيجارات، يعود لنقص المعروض من الوحدات السكنية في ظل تنامي الطلب عليها، ولم تنجح وزارة الإسكان في توفير مساكن كما طلب منها خادم الحرمين الشريفين سوى 3-4% من إجمالي نصف مليون وحدة، وأصبح المالك، في ظل غياب القوانين المنظمة، يستخدم الإيجار سلاحاً ضد المستأجر، إذا أراد أن يتخلص منه، رفع الإيجار عالياً دفعة واحدة، فإما أن يسحقه بدفع الضعف لنفس المساحة ونفس المنافع، أو عليه ان يخلي العين فوراً.
يجب أن تبادر مصلحة الإحصاء بالكشف عن النسبة الفعلية لتملك السعوديين للمساكن، وذلك في ظل الأرقام المتضاربة التي تصدر عن الدراسات العقارية ووزارة الإسكان والغرف التجارية، هذا التضارب زاد من التخمينات حتى وصلت عند أسوأ سيناريو أن نسبة الذين لا يملكون سكنهم الخاص 60%، مما يعني أن مشكلة تعاظم عدد المستأجرين واستمرار رفع قيمة الإيجارات ستظل تؤرقنا لعقد قادم من الزمن.
بغض النظر عما ستسفر عنه مذكرة حماية المستهلك، وعن نتائج مناقشات الشورى ففكرة التدخل لمعالجة مشكلة ارتفاع الإيجارات قد ولدت وأصبحت محل نظر، ويجب أن تأخذ طريقها للحل باية شكل وبأية صورة، لأن الراتب لا يكاد يغطي سوى تكاليف المعيشة الأساسية، وعندما نقتطع منه 40% للإيجار ماذا بقي ليأكل الإنسان ويشرب هو أسرته؟ فالإيجار بدون ضوابط حوّل الموظفين لعالة وفقراء.

 
إطبع هذه الصفحة