الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :د.الراجح: تعلمت على ألواح الخشب وحصلت على القبول في أربع جامعات أجنبية
الجهة المعنية :رئيس الجامعة
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/02/1434
نص الخبر :

د.الراجح: تعلمت على ألواح الخشب وحصلت على القبول في أربع جامعات أجنبية

أول مدير لجامعة أم القرى ونائب رئيس مركز الحوار الوطني

الخميس 10/01/2013

النشأة والتعليم
* مرحلة الطفولة والتعليم العام.. ماذا عنها؟.
** ولدت في تربة وبدأت تعليمي الأولي بها ثم انتقلت إلى الطائف فأكملت دراستي الابتدائية في المدرسة العزيزية في حي الشرقية والمتوسطة والثانوية في دار التوحيد المعروفة وهي معهد علمي راقٍ فيما اعتقد وإن كانت شهادتي فيه مجروحة, ثم انتقلت إلى دار التوحيد إلى بيت ابن عرب ثم إلى نجمة حتى تخرجت فيها بعد ذلك ثم انتقلت إلى مكة المكرمة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية وأكملت فيها درجة الليسانس تخصص فقه وأصول شريعة إسلامية ثم ابتعثت بعد ذلك إلى بريطانيا لتحضير درجة الماجستير والدكتوراه وحصلت على القبول في أربع جامعات هي جامعة أوكسفورد وكامبردج وويلز وسانت آندروز واخترت جامعة كامبردج لسمعتها ووجود مكتبة ضخمة للدراسات الإسلامية والعربية بها وقضيت بها ثلاث سنوات ونصف السنة وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه على النظام البريطاني الذي يمنح الدرجتين في آن بعد إكمال متطلباتهما وجامعة كامبردج من أشهر الجامعات العالمية كما تعلمون وعمرها يزيد على 800 عام.

الماجستير والدكتوراه
حصلت هناك على درجة الماجستير والدكتوراه في الدراسات الإسلامية النحو والصرف في شهادة واحدة ثم عدت إلى بلادي المملكة العربية السعودية أستاذا مساعدا بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية التي كنت معيدا بها قبل البعثة ثم عينت عميدا لكلية الشريعة ثم عينت مشرفا على فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة المكرمة بجانب عملي عميدا لكلية الشريعة في حدود عام 1396هـ ثم عينت وكيلا لجامعة أم القرى بعد إنشائها وقضيت في وكالة الجامعة سنتين ثم عينت أول مدير لجامعة أم القرى وبهذا تشرفت بالعمل أول وكيل ثم أول مدير لجامعة أم القرى.

بدايات جامعة أم القرى
* بصفتكم أول وكيل ثم أول مدير لجامعة أم القرى.. ماذا عن المراحل الأولى لإنشائها؟
** عندما كنت عميدًا لكلية الشريعة ومشرفًا على فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة جاءنا أمر صاحب المعالي أستاذ الجيل الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله بتشكيل لجنة مكونة من المرحوم بإذن الله معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم ومعالي الدكتور عبدالعزيز خوجه وراشد الراجح لتحديد اسم الجامعة بعد أن تقرر إنشاء جامعة في مكة المكرمة فاجتمعنا في صحن المطاف وبجوار الكعبة المشرفة واستخرنا الله تعالى نحن الثلاثة بعد صلاة المغرب واتفقنا على أن تمسي الجامعة «جامعة أم القرى» وبحمد الله بدأت جامعة أم القرى ووضعنا لها شعارًا وكنت وكيلًا لها كما أشرت لمدة سنتين وفي الميزانية استحدث وظيفة مدير للجامعة في ذلك الوقت وتشرفت بتعييني أول مدير لها بقرار الملك فهد بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وعملنا بتوفيق الله ثم بفضل الدعم الذي لقيناه من معالي الشيخ حسن آل الشيخ رحمه الله الذي لا ينسى فضله بعد الله على التربية والتعليم في المملكة بتوجيهات سديدة من أولي الأمر والآن الجامعة يدرس بها ما يقارب سبعين ألف طالب وطالبة وتضم عددًا كبيرًا من الكليات والمعاهد والمراكز وبحمد الله ما تركت هذه الجامعة إلا بعد أن حددت لها المدينة الجامعية في حي العابدية وحصلنا بتوفيق الله على نسبة ربما تكون أكبر مساحة لأي جامعة سعودية حتى الآن فيما أعرف تصل تقريبًا إلى ستة عشر مليون متر مربع جزء منها في الحل والآخر في الحرم وهي ميزة أيضًا والموقع يقع بالقرب من المشاعر المقدسة ويطل على عرفات وعلى مزدلفة وكانت كلية التربية في الطائف تتبع لجامعة أم القرى حتى أنشئت جامعة الطائف التي تشرفت بالإشراف على تأسيسها حتى بلغ طلابها وطالباتها ما يزيد على 5 آلاف والتي تحولت بحمد الله بعد ذلك إلى «جامعة الطائف» وكان هذا الفرع في البداية مباني مستأجرة فكان عضو هيئة التدريس في الصباح يدرس في مكة المكرمة ويواصل من العابدية إلى الطائف ويدرس بعد الظهر هناك وهذه ميزة من مميزات مقر المدينة الجامعية.

بين الجامعة وأدبي مكة
* وماذا عن عملكم في نادي مكة الثقافي الأدبي؟
** أثناء عملي في إدارة جامعة أم القرى صدر قرار الملك فهد طيب الله ثراه بتعييني رئيسًا لمجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي، وهذه ثقة أرجو أن أكون ممن تشرف بها ويستحقها، وقضيت في النادي حوالي 20 سنة رئيسا لمجلس الإدارة واشتركت في عدة لجان في مكة المكرمة، وعينت عضوًا في المجلس الأعلى لجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، وكنت عضوًا من قبل في مجلس جامعة الملك عبدالعزيز عندما كنت عميدًا لكلية الشريعة بمكة، كما كنت عضوًا في مجلس الجامعة الإسلامية بإسلام أباد في جمهورية باكستان الإسلامية، بالإضافة لرئاسة مجلس جامعة أم القرى بعد ذلك.

تربة والطائف
* بالعودة إلى مرحلة النشأة والتعليم والدراسة على ألواح الخشب في بدايات التعليم بالمملكة.. ماذا عن تلك المرحلة؟
** لعلي أعود هنا لمرحلة الطفولة والنشأة التي كانت في تربة المدينة التاريخية الكبيرة، وهي تتميز بجوها الجميل وبواديها الذي يمتد من أعالي جبال السراة حتى بعد الخرمة إلى ما يسمى بعرق سبيع، وهذا الوادي يصب فيه ما يقارب من 300 وادي وشعيب وتلعة، وفي المثل المعروفة يقول الناس «مهد السبيل تربة» بمعنى أن السبل يصب بوادي تربة ويسقي المزارع والأشجار والنخيل، وفي تربة تعلمت في البداية وكان أستاذنا الشيخ سعد بن سلطان بن خشمان الدوسري رحمه الله يجلس في دكانه ونجلس حوله ستة أو سبعة تلاميذ بألواح خشبية، وكان الشيخ يكتب لنا في الألواح بخط يده نقرؤها ثم يمسحها وهكذا، ثم أنشئت مدرسة العزيزية الابتدائية التي سميت فيما بعد بالمدرسة السعودية بالعلاوة وكان أول أستاذ يدرسنا فيها هو الشيخ عبدالمحسن بن زيد من أهل سدير، وكان يدرسنا القرآن والتوحيد والفقه، ودرست فيها 4 سنوات ثم سافر شيخنا الشيخ عبدالمحسن وبقيت أدرس زملائي التلاميذ، حتى زارنا مفتش ورآني بالفصل، وكيف بتلميذ يدرس تلاميذ مثله، ولعله أعجب بذلك فنصحني بأن أتعين مدرسا في نفس المدرسة، حيث كان ذلك الوقت يكفي أنك تستطيع القراءة والكتابة لتقوم بالتدريس، ولكنه بعد ذلك نصحني أن أواصل تعليمي أفضل من تعييني مدرسًا وأبقى على المستوى الذي أنا فيه، فقلت ليس عندنا سنة خامسة وسادسة في المدرسة وكنا ندرس في قرية العلاوة في تربة وكذلك في بناية أم زافر صاحبة التاريخ الناصع، فدرست في الطائف وأكلمت تعليمي الابتدائي ثم التحقت بدار التوحيد ثم كلية الشريعة كما ذكرت، ثم سافرت في بعثة وكنت من أوائل من ابتعث من المملكة ثم عدت لخدمة ديني ووطني في المواقع التي تشرفت بالعمل فيها.

الابتعاث والغربة
* كنتم في طليعة المبتعثين السعوديين إلى بريطانيا في فترة كان فيها المجتمع السعودي منغلقا على ذاته.. فكيف اجتزتم فترة الابتعاث؟
** من مكة المكرمة انتقلت إلى لندن إذ لم يكن في المملكة دراسات عليا وكانت وزارة المعارف تشرف على كلية الشريعة وكلية التربية فابتعثت أساتذة من الكليتين لكي يذهبوا لمواصلة التعليم العالي في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في بريطانيا, ولا شك عندما وصلت وأنا متخرج في كلية الشريعة تخصص الشريعة فقه وأصول ودرسنا لغة عربية نحو وصرف ألفية ابن مالك, شرح ابن عقيل ودرسنا في البلاغة ودرسنا في الأدب ولكن كانت عندي ميول بجانب الشريعة للنحو والصرف, وفوجئت عندما وصلت إلى بريطانيا وأنا لم أدرس لغة إنجليزية إطلاقا وعند وصولي إلى المطار بالكاد فهمت ماذا يقول رجل الجوازات في المطار وأجبته بما لدي من كلمات بسيطة لم تكن عن دراسة ثم اتجهت إلى ضابط الاتصال وهو الشخص الذي يقابل الطلاب ويوجههم إلى المدارس والجامعات, وكان اسمه الدكتور حسن رحمه الله, وبعد مقابلته حولني لدراسة اللغة الإنجليزية فدخلت الفصل ولم أفهم شيئا حيث إن المستوى الذي دخلته كان مستوى أعلى من مستواي فأنا مبتدئ جدا والمستوى الذي دخلت فيه كانوا يدرسون الجارديان.

الصدمة والتفاؤل
كدت أصاب بصدمة فاستخرت الله وطلبت منه العون بعد أن حزمت حقائبي لأعود إلى بلدي, فلما أصبحت بدأت أشعر بالتفاؤل الطيب تفاءلوا بالخير تجدوه فقررت أن أواصل والحمد لله قضيت في اللغة قرابة ستة أشهر ثم عدت للجامعة وعرض عليّ موضوعان أحدهما في الشريعة والآخر في النحو والصرف, واخترت النحو والصرف مع أنه لدي قبول في الشريعة وكان الموضوع في أبواب الربا أما النحو والصرف فكان حول ألفية ابن مالك ومقارنتها بكتاب ابن مالك نفسه المسمى الكافية الشافية الكبرى في النحو والصرف.

الدكتوراه من بريطانيا
وصلت إلى بريطانيا لا أعرف شيئا في اللغة الإنجليزية والجو بارد والثلوج في كل مكان والحياة صعبة جدا وغالية ومع ذلك ثم بدعاء الوالدة عليها رحمة الله استطعت أن أتجاوز مرحلة اللغة والقبول في الجامعة حزت على الدكتوراه ورجعت إلى بلادي وكنت لا أحمل الشهادة معي وقلت ارسلوها بالبريد وأرسلوها ولم تصل إليّ إلا بعد ستة أشهر تقريبا ليس قصورا في البريد لكن وصلت إلى جامعة الملك عبدالعزيز فرع مكة آنذاك ووضعت مع الصحف لأنها في ظرف كبير ظنوا أنه مجلة أو صحيفة فبقي مرميا حتى استطعت عن طريق الدكتور حسن باجودة حفظه الله أن يدلني أن هناك صحيفة لك يا راشد مرمية لها قرابة شهرين.
فتحت الظرف ووجدتها وثيقة الدكتوراه والحمد لله تعينت بعد وصولي إلى المملكة بستة أشهر لعدم وجود الشهادة في يدي وكانت موجودة في البريد, وبحمد الله تشرفت بخدمة ديني وبلادي ومليكي وأنا الآن نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وكنت قبلها عضوا في مجلس الشورى لثلاث دورات وشاركت في كثير من مجالس الجامعات وكثير من المؤتمرات والندوات في الداخل والخارج في كندا وبريطانيا وأمريكا والبرازيل ومصر ودول الخليج تقريبا كلها وفي كثير من البلاد العربية والإسلامية.

مرحلة التأسيس
* وما هي أبرز الصعوبات التي واجهتكم في بداية انطلاق التعليم الجامعي في مكة المكرمة بعد أن بدأ بكليتي الشريعة والتربية وكانتا تتبعان جامعة الملك عبدالعزيز إلى قيام جامعة أم القرى بهيكلها الحالي؟
** كليتا الشريعة والتربية هما بدايات التعليم الجامعي في المملكة وهذه حقيقة حيث أنشئت كلية الشريعة سنة 1369هـ وهي أول كلية أنشئت في الجزيرة العربية بأمر من الباني المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله فأنشئت بعدد محدود جدًا من الطلاب، والأساتذة كانوا جميعًا في ذلك الوقت من الأزهر الشريف، ومنهم الشيخ الشعراوي والشيخ محمد الجعار والشيخ إبراهيم بهنساوي والشيخ مصطفى عليوة هؤلاء درسوا في دار التوحيد وبعضهم درس في كلية الشريعة وكثير من العلماء الكبار، وكانت تدرس مواد الشريعة البحتة ثم بعد ذلك انضمت إليها تخصصات في اللغة العربية والأدب والبلاغة ثم تلتها كلية التربية وكانت كلية المعلمين ثم تحولت إلى كلية التربية -حسب علمي- وهي صنو كلية الشريعة وكانا في موقعين متجاورين، وأذكر بالمناسبة عندما كنت عميدًا لكلية الشريعة وكان معالي الزميل الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه عميدًا لكلية التربية ولقلة الطلاب في تلك الفترة الأولية كنا نقف أنا وهو عند مدخل الكليتين، انا أمسك الطلاب وأقول تعالوا كلية الشريعة أحسن لكم وهو أيضا يمسكهم ويقول تعالوا لكلية التربية هي أفضل وأحسن لكم، ثم بعد ذلك جاءوا زرافات ووحدانا، ولم تقم جامعة أم القرى إلا بعد أن كان فرع جامعة الملك عبدالعزيز بمكة مكتملًا من جميع التخصصات تقريبًا في هاتين الكليتين


 
إطبع هذه الصفحة