اختلاس 100 مليار

للحوار بقية

لست مع الإعلان عن محاكمات الفساد عبر الصحف المحلية بدون تشهير.. والسبب أنها قد تساهم في نشر الفساد ولا تُحاربه، فتأتينا بنتائج عكسية.. ولو كنا لا نعتزم إخفاء الهوية، فأرى أنها غير مجدية، ولا نأخذ منها حق ولا باطل.
ما نقرأه هو مجرد طلاسم، ونوع من الروايات الطويلة الخيالية المفزعة! ونشرها مبهمة أمر يساهم في تَفتُّح ذهنية وشهية العيون المغمضة على سبل التطاول على أملاك الدولة، وسبل التكسب من المال العام، وتوضح للناس مبالغ خيالية للرشوة، وتجعل من لا يُفكِّر في الفساد تساوره نفسه بالاستفادة من غنيمة سهلة، وضخمة، وتدلهم بعد ذلك على سبل الخروج من هذه الورطة بالإنكار والغياب، بل يقولون لو كُتَّاب عدل وأمناء مدن سابقين ورؤساء بلديات يفعلونها فنحن من باب أولى.
للدلالة على التأثير السلبي للنشر بدون إعلان الأسماء، يقولون أنكر كاتب عدل متهم بالتورط مع 12 شخصا آخرين بتزوير 4 صكوك تقع في جبل خندمة وجعرانة وجنوبي جدة ومدركة، أقواله التي أدلى بها خلال التحقيقات، والمتضمنة مناصفته مبلغ رشوة مع كاتب الضبط الذي يعمل لديه، وبرر توجيهه كاتب الضبط هاتفيا بسرعة إصدار الصكوك محل القضية، رغم أنه كان يتمتع بإجازته السنوية، بكون المعاملة منتهية ولا يشترط حضوره لتسليمها إلى صاحبها.
مجرد حجج واهية لدفع التهمة؟ ويذكر أنه تغيب عن الحضور كاتب الضبط الذي يعمل لدى كاتب العدل، وموظفون بالمحكمة العامة وكتابة العدل بمكة المكرمة، ورجل أعمال ووسيط عقارات، تتهمهم هيئة الرقابة والتحقيق بالتورط في إصدار 4 صكوك مزورة لأراض في مكة المكرمة تزيد مساحتها على 1.6 مليون متر مربع.
ثلاثة عشر شخصًا متورطون في تزوير صكوك تزيد على المليون متر مربع، ويتراوح قيمة المتر في مكة المكرمة في منطقة الحرم من مائة ألف وحتى 400 ألف للمتر المربع الواحد، يعني التزوير طال ثروة تصل إلى 100 مليار ريال! يستفيد منها حفنة لا تزيد على 13 شخصا، ومع ذلك لا يحضرون الجلسات؟ ولا تُنشر أسماؤهم ولا مناصبهم عبر الصحف! فهل هذا محاربة للفساد؟!

للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS

تبدأ بالرمز (100) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى

88591 - Stc

635031 - Mobily

737221 - Zain