الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :شريان الحياة: صمت غير مقبول
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/03/1430
نص الخبر :

 



الخميس, 26 مارس 2009
أ. د. سالم بن أحمد سحاب

لا أعلم لماذا لاذ إعلامنا العربي بالصمت تجاه قافلة (شريان الحياة) التي انطلقت من العاصمة البريطانية لندن قاطعة ألوف الكيلومترات حتى وصلت إلى غزة. الحملة بدأت بمائة سيارة وانتهت بضعفها بعد أن انضم إليها في الطريق الطويل شرفاء آخرون عبر رحلتها التي استمرت 23 يوماً.
غريب أمرنا نحن العربان، فلو أن مجهولاً في الغرب أو صحيفة صغيرة في الشرق أثنت على أحد الرؤساء العرب لما سكتت وسائل إعلامنا عن الإشادة بالنبأ العظيم باعتباره حديث الساعة وأصدق الأخبار وأهم المستجدات.
تعظيم سلام لقائد القافلة النائب البريطاني جورج غالاوي الذي قال: (أريد أن أكسر العقوبات المفروضة على القطاع بسبب وجود حكومة شرعية منتخبة من الشعب الفلسطيني)، وخاطب الحكومات الأوروبية الصامتة عن الحق قائلا: (إذا أردتم محاكمتي، فلن تجدوا لجنة محلفين تدينني، لكنها ستدينكم أنتم لأنكم حاصرتم فلسطين)، مع أني أرى لحكمه استثناء في عالمنا العربي الذي لا يتورع كثير من المستمركين فيه (المنحازين تماما لبني صهيون) عن إدانة النائب الشهم لأنهم لا يرون في غزة قيادة وشعبا إلا مستحقين للحرب والتهجير والتقتيل.
وقال غالاوي عن القافلة إنها (ليست صدقة، فحكومة هنية هي خير من تُقدم لها الأموال، وخير من يحتاج إليها). وأضاف (ابني زين الدين الذي يبلغ من العمر عامين يراني الآن على شاشة التلفزيون من لندن هاتفاً بحياة فلسطين.. ويوماً ما سيتذكر أن أباه قرر أن يتحرك إلى فلسطين ويوماً ما سيعود هو وابنه إليكم.. إلى فلسطين وعاصمتها القدس).
وقال للفلسطينيين: (بالنيابة عن أصدقائي في الرحلة نشكركم من أعماق قلوبنا على الكلمات الجميلة والترحيب الكبير وعلى الفرصة التي منحتموها لنا لنقبل هذه الأرض المقدسة.. أرض فلسطين.. في ذكرى المولد النبوي).
ترى ما الذي يدفع سياسياً بهذا الحجم إلى المغامرة بمستقبله السياسي في وجه الآلة الإعلامية والسياسية الصهيونية المدعومة بكل أصحاب المصالح المتنفذين في أوروبا وأمريكا؟
إنها المبادئ يا عزيزي، ففتشوا عنها في صدور القادرين القلائل المؤمنين بوعد الله الواثقين بنصره ولو بعد حين.
Salem-sahab@hotmail.com


 
إطبع هذه الصفحة