الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :بدائل العشوائيات
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/12/1433
نص الخبر :
عشوائيات الماضي يسدد فاتورتها الحاضر وعلى حساب المستقبل أيضا إذا استمرت بهذا الحجم، وقد ضربت بأطنابها في خاصرة مدننا جهارا نهارا تحت سمع وبصر الأمانات وأجهزة التخطيط منذ سنوات طويلة، حيث قامت المباني العشوائية على أرض تعديات أو بأسعار زهيدة ضمن مخططات عشوائية، واليوم علاجها يكلف الدولة الكثير لكن ( لابد مما ليس منه بد ).
لذا تحتاج الحلول باستراتيجية شاملة متكاملة الرؤية، وقد بدأ بعضها بالفعل في مدن ومناطق، وأخرى لايزال العلاج محل دراسة أو أفكار تراوح مكانها. وهنا أتوقف عند الإنجاز الرائد الذي حققه سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وتوجه بتسليم مفتاح أول وحدة سكنية بديلة لمشروع تطوير الرويس بجدة. وفي هذه الرؤية يلاحظ حرصه على تأكيد الترابط الاجتماعي لسكان الأحياء الجديدة البديلة، وثانيا توفير المساكن البديلة لأصحابها بالقرب من إسكانهم القديم، وثالثا أن الشركات المطورة ملزمة بتوفير السكن البديل للراغبين في ذلك وإن كان بمبلغ أكبر. وبهذه الجوانب نتفق تمام مع سموه بأن المشروع السعودي لتطوير العشوائيات يمتلك جرأة كبيرة ويعالج وضع الإنسان قبل المكان.
هذه رؤية مهمة لتطوير العشوائيات بنظام تسليم المفتاح وليس بتسليم التعويض، فتسليم مساكن بديلة في مواقع مناسبة للسكان وتتكيف مع مواقع أشغالهم ويراعى فيها التناسق العمراني وتحافظ على النسيج الاجتماعي وتتوفر لها الخدمات العامة، يحقق مفهوم التطوير المطلوب الذي يضيف بصمة حضارية.
أما الحل الآخر والذي نتمنى الحد منه قدر الإمكان، هو مسألة التعويضات. صحيح أن الخيارات متاحة أمام المستفيد ( مسكنا أو تعويضا ) لكن التعويضات المالية يترتب عليها سلبيات عدة، أخطرها أن المستفيد قد لا يحسن استثمار المبلغ الذي لا يغطي قيمة الأرض لو اشتراها ومواد البناء، وقد يطير المبلغ من يده ولن ينفعه الندم ولو عض كل أصابعه..
أما سكان الأحياء العشوائية فعادة رتبوا حياتهم على إيجارات أقل، وبالتالي قد يلجأون إلى عشوائيات أخرى قريبة، فيزيدون الضغط عليها وعلى غيرها، لذا نتمنى تقنين التعويضات وأن نلمس تحركا لقطاع الإنشاءات وبوصلة الاستثمارات العقارية مع أنظمة الرهن العقاري، ودور حقيقي للشركات المطورة في توفير بدائل للعشوائيات.

 
إطبع هذه الصفحة