الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :قنبلة أوباما.. النسخة العربية
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 28/12/1433
نص الخبر :

قد لا تعنينا كل تفاصيل فوز الرئيس الأميركي أوباما على منافسه الجمهوري ميت رومني، لكن ما يجب أن ينشغل به العرب الآن هو الإضاءة اللافتة من فوزه خاصة أن لها ما يماثلها من ظروف في بعض المجتمعات. فقد حمل الفوز رسالة لأكثر من مجتمع، فنحن ومعظم المجتمعات نعيش حالياً أمام ظاهرة التركيبة السكانية (القنبلة الديموجرافية) بمؤثراتها الثقافية على سلوك الأجيال. وبهذه القوة الجديدة تغلب أوباما على حزب متشدد تجاهل حقيقة التغيير في ثقافة ومطالب الأجيال الجديدة.
تكمن أهمية هذه القوة في تجمعها واتفاقها على هدف مشترك فيما بينها لتصبح تعددية جديدة في مواجهة تيار متشدد. وفعلاً تجمعت لأوباما أصوات لمجموعات آحادية كثيرة ومتنوعة ما كان لها أن تبرز لو أنها ظلت مكتفية بالصراخ منفردة داخل عزلتها الثقافية أو العرقية. وبذلك فاز أوباما بأصوات الشباب الذين زادوا على 30%، وبأصوات النساء والسود واللاتينو والمسلمين والعرب والشيكانو والآسيويين. وجميع هؤلاء صوتوا ضد التشدد الذي يمثله الحزب الجمهوري، وما كان لهم أن يحجموه إلا بقوة هذا الائتلاف.
وهنا يكمن الاهتمام بحملة أوباما. فالتركيبة السكانية الجديدة في أميركا وفي أي بلد آخر، لها ما يشابهها في العالم العربي. وهي تشير إلى زيادة أعداد الشباب على 60% وتشير إلى دخول المرأة في هذا التجمع التعددي بالإضافة إلى بزوغ أصوات جديدة حقوقية وثقافية واقتصادية. وكل ذلك يعد مؤشراً كافياً لثقافة جديدة تنبئ عن ميول متنوعة ومطالب متعددة لا تريد أن تعيش في جلباب أحادي. ومن يتابع ويحلل ما تتبادله هذه الأجيال في شبكات التواصل الاجتماعي يدرك مدى أهمية قراءة الديموجرافية العربية في تفسير المطلوب إذ لا مكان لسيطرة طيف على بقية أطياف المجتمع.
 

راكان حبيب  

 
إطبع هذه الصفحة