الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :وكمان الاسمنت مغشوش!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/12/1433
نص الخبر :
 
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
قبل أسابيع قليلة صدرت تحذيرات قوية من خبراء متخصصين في قطاع المقاولات تؤكد أن في سوقنا (المشبع بخصوصيتنا) أطناناً من الاسمنت المغشوش المعروض للبيع للمواطنين. وقال رئيس جمعية المهندسين م/ نبيل عباس بأن خلط الأسمنت بالتراب وبيعه على أنه اسمنت خالص له آثار خطرة على عمليات البناء والتشييد، حيث أن المباني تكون عرضة للانهيار في أي وقت.
وأعرف زميلاً فاضلاً اشترى فيلا في شمال جدة بتحويشة العمر ثم اكتشف بعد سنوات قليلة أن بعض الأعمدة الأساسية في الفيلا بُنيت بحديد مغشوش أي أكله الصدأ، مما اضطره إلى معالجته بمبالغ إضافية وصلت إلى أكثر من نصف مليون ريال. أي أن الفاعل الغشاش وفر آلافاً قليلة أكلها سحتاً ليكبد صاحبنا قدرها أضعافاً مضاعفة.
طبعاً لن نحلم أبداً (بحكم خصوصيتنا) أن نعرف اسم التاجر الذي يتاجر بحياة الناس ببيع أسمنت مغشوش، ولا اسم المقاول الذي يستخدم حديداً مغشوشاً ولا اسم السوبر ماركت الذي يبيع دجاجاً منتهي الصلاحية ولا اسم البنكي المختلس الذي يسرق من حسابات العملاء، ولا حتى اسم المرتشي الذي حول التهمة إلى (جني) مجهول لا يحمل إقامة ولا هوية.
وأما السلع المغشوشة التي تستورد إلى المملكة بفضل بعض من تجارنا الوطنيين فهي بالآلاف مما عُلم وربما بعشرات الآلاف مما لا (عُلم)، وحتى ناقلات الغاز الخطر حسب بعض الروايات لا تخضع لمواصفات عالمية معتمدة، وإنما يتم تصنيع حاويات الغاز في الداخل، في حراج ما أو خشم ما بطرق معظمها بدائية، وبعمالة آسيوية لتكون النتيجة كوارث من شاكلة حادثة الرياض.
أحمد الله أولاً أننا لا نصدر شيئاً ذا بال إلى الخارج، خاصة إذا كان بعلم وإشراف أولئك الذين لا يهمهم إلا جمع المال، ولو على حساب سلامة الآخرين وصحتهم وحفظ أموالهم وحقوقهم. ولو كنا نصدّر لافتضحنا ولعلم القاصي والداني أننا لا نفضح أحداً من هؤلاء المجرمين، بل ننتظر من الآخرين القيام بهذا الدور بدلاً عنا، لأنه بالنسبة لنا دور شائن يتعارض مع أبسط مبادئ (الخصوصية) التي تميزنا عن سائر خلق الله أجمعين.

 
إطبع هذه الصفحة