الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أبناؤنا: محاولة للتصحيح!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 26/12/1433
نص الخبر :
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
أبناؤنا فلذات أكبادنا نسعى بكل ما أوتينا للمحافظة عليهم أصحاء عقلاء متفوقين. وفي غمرة هذه العاطفة (غير المتوازنة أحياناً) ننسى أساسيات بل أبجديات، وأحياناً نتذكرها لكن نغض الطرف عنها مع أن ثمن السكوت عنها مكلف وباهظ، وقد يؤدي إلى فقدان حسي لمن نحب إما بالموت أو الإعاقة أو فقدان معنوي بالانحراف والضياع.
والمشكلة الأسوأ أن بعض الآباء (وهم كثر) لا يتقبلون نقداً لأبنائهم مهما كان صادقاً وصادراً عن محبة واهتمام (وربما استشاطوا غضباً) إذا حُدثوا مثلا عن تهور أبنائهم عند إمساكهم بزمام (السيارة) فتراهم (طايرين) و(مراوغين) و(منتهكين) لكل قواعد السلامة فضلاً عن تعليمات المرور وأنظمته.
ردات الفعل هذه تدعو الآخرين إلى الصمت وإيثار السلامة بالرغم من حبهم وخوفهم على حياة هؤلاء الأبناء، وإشفاقهم على مشاعر الآباء عندما يصيبهم مكروه، وينسكب اللبن فلا يمكن جمعه أبداً.
ولسنا في حاجة لإثبات حالات الموت بسبب القيادة المتهورة.. حالات موت فردية وجماعية، يموت الشاب وحيداً أحياناً، وأحياناً أخرى يموت معه إخوة أو أقارب أو أصدقاء اجتمعوا على فورة الشباب وعلى طيش الحركات (القرعاء) بدءاً بالسرعة الجنونية وانتهاء بالتفحيط.
ولو أن كل أب حكّم عقله قبل عاطفته، فراقب ابنه سراً وهو يقود السيارة أو استمع إلى كل ناصح يظهر له عيوب ابنه أثناء قيادته للسيارة لكنا جميعاً في حال أحسن فرادى ومجتمعين، ولاختفت كثير من الحوادث البشعة المؤلمة التي عادة ما تحدث نتيجة لسلوك متراكم كان الأولى قطع دابره مبكراً لو تدخل الأب فكان حازماً صارماً حافظاً لحياة ابنه وحياة الآخرين من حوله، والمجتمع الذي يحيط به.
وما يُقال عن قيادة السيارة المتهورة ومخاطرها ينطبق على سلوكيات الانحراف الأخرى. إنه باختصار أمر بمعروف ونهي عن منكر بصورة غير مباشرة، بل أحسبها ناعمة هادئة. وللحق ثمة آباء يستمعون بل ويشكرون الناصحين، فهي هدايا عظيمة عقباها جميلة.
لا أعظم من هدايا تحفظ حياة الأبناء وإن بدت صعبة على النفس في حينها، مع أن الأصل ما قاله الفاروق عمر رضي الله عنه: (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي).. وعيوب أبنائي!

 
إطبع هذه الصفحة