| عنوان الخبر : | 12 شهراً |
| الجهة المعنية : | مقالات أعضاء هيئة التدريس |
| المصدر : |
جريدة المدينة
|
| رابط الخبر : |
أضغط هنا
|
| تاريخ الخبر : |
26/12/1433
|
| نص الخبر : |
|
د. مازن عبد الرزاق بليلة
نشرت إحدى الصحف السعودية إعلاناً للسعوديين فقط، مطلوب فيه عمال نظافة غرف لفندق خمس نجوم بجدة، بشروط الثانوية العامة ولغة انجليزية وقدرة على تحمل مسؤولية ولباقة مع الضيوف! مع تسليمنا أنه لا غضاضة في العمل الشريف، حتى لو اشتمل على تنظيف وترتيب الغرف، وحتى الخدمة في المطاعم مطلوبة ومشرفة وأفضل من البقاء في البيت بلا عمل.
الإعلان يقول للسعوديين فقط، مما يعني أن حمل الحقائب وتنظيف الغرف في الفنادق الفخمة تم حجزها للسعوديين، وفي دول عربية مجاورة، تجد أن من يقوم بهذه الأعمال مواطنون، بل وجامعيون، ولو لم نعترض على الوظيفة لضآلة دخلها، سوف نعترض بشدة، على هدر التأهيل الذي تسبب في تخريج أفواج من الشباب متعلمين، ومثقفين، ولكن لا يجدون وظيفة سوى حمل حقائب الفنادق، أو تنظيف غرف.
من هنا نحتاج كشف حساب لحافز بعد 12 شهرا من تشغيله؟ فقد أعلنت وزارة العمل أنه سيتوقف لمن أكمل 12 شهراً، ويستمر في المساعدة لغيرهم، ولو كان متوسط الإنفاق عليه 1,8 مليار كل شهر يعني الحصيلة 22 مليار ريال في 12 شهرا، تم صرفها في عام، ومبلغ كبير مثل هذا يجعلنا نتساءل ما هو العائد على الاستثمار؟
لحساب العائد على الاستثمار نحتاج ثلاث معلومات فقط، وهي ليست صعبة على وزارة رائدة في العمل الإلكتروني: كم من العاطلين تم توظيفهم في عام، وكم الفترة التي قضاها كل منهم على رأس العمل؟ وكم حجم الرواتب التي أعطيت لهم خلال هذه الفترة؟ من خلال إجمالي هذه المبالغ يمكن مقارنته بالمصروف، ومن نتيجة المقارنة يمكن تحديد نجاح المشروع، ومدى تحقيقه لأهدافه.
حافز ليس من الضمان الاجتماعي، لأن الضمان الاجتماعي يقوم على دخل الزكوات، ويصرف على المستحقين، وفق المصارف الثمانية التي حددها القرآن الكريم، ومنهم الفقراء، والمساكين، وابن السبيل، والغارمون، وليس فيهم الباحثون عن عمل ولا العاطلون، مما يعني أن حافز أمام مفترق طرق، لو كان العائد على الإستثمار سلبياً، إذن من الأولى أن يتوقف، كما أعلنت الوزارة، ولو كان العائد إيجابياً، فنقول لهم يجب أن يستمر لأنه استثمار وطني ناجح.
|
|