الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :كوب وزارة التربية والتعليم: أي النصفين أهم ؟!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/11/1433
نص الخبر :

أ.د. سالم بن أحمد سحاب
الإثنين 15/10/2012
عجبت من انتقاد نائب وزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنين لبعض الإعلاميين الذين حسب رأيه (يدققون في الجانب السلبي وينظرون إلى النصف الفارغ من الكوب)، مؤكدا على (ضرورة أن يكون النقد متوازناً دائماً، فيتم تغطية الجوانب الإيجابية والسلبية: عندما يكون لدينا 95% من المدارس «ممتازة»، ويتم التركيز على 5% «غير الممتازة») ممثلا لذلك بإحدى مدارس حفر الباطن موضع النقد (الحياة 27 سبتمبر).
العجب يزداد لأن إحصائية معاليه أولاً غير دقيقة، إذ هو أعلن شخصيا أن نسبة المباني المستأجرة تصل إلى 40%، وكل مبنى مستأجر هو تلقائياً غير لائق ولا يدخل في نسبة (الممتازة)، وكذلك حال كثير من المدارس الحكومية التي بُنيت منذ عقود ولم تُصن على النحو اللائق فضلاً عن مدارس حكومية جديدة تعاني من سوء التنفيذ وكآبة المنظر ورداءة المكونات.
معالي الدكتور/ حمد: لقد نظر الناس إلى النصف المليء عقوداً من الزمان فما رأوا إلا تراجعاً في كل الاتجاهات، انخفاض في جودة التعليم وانتفاخ في التقديرات والدرجات واكتظاظ في المدارس وتهالك في المباني مع استثناءات تملأ نصف الكوب حتماً. لقد مرت عقود والأراضي الحكومية تُلتهم في فورة المخططات ، ولا مساحات لمدارس أو مستشفيات أو خدمات، ثم لمّا توفرت الأموال، لم تتوفر المساحات، فكانت الحلول الموجعة.. مزيد من المباني المستأجرة ومزيد من الفصول المكتظة.
قضية أخرى هي توقع المسؤول دائماً الثناء على الإنجازات، وكأنما الأصل ألا ينجز مسؤول إلا إذا كانت المحصلة ثناء وتقديراً، في حين أن المسؤول مطالب بالإنجاز. الإنجاز هو الهدف الكبير لمن ارتقى منصباً، وعليه ألا ينتظر ثناء أو شكوراً، فإن حصل فليحمد الله وإن لم يكن فذلك قدره ما استمسك بالكرسي وفرح بالمنصب. وكلما اتسعت دائرة الإخفاق في تحقيق الإنجاز كلما كثر النقد والنقاد. تلك طبيعة الحياة، وبالنقد تصلح الأحوال وتُشحذ الهمم ويتسابق المتسابقون.
أصحاب الهمم العالية لا يركنون لمنجز قائم، وإنما يطالبون أنفسهم بمزيد من الإنجاز قبل أن يطالبهم الآخرون، أي لا يزالون لأنفسهم منتقدين، ولانتقاد الآخرين (لا ثنائهم) منتظرين ومتوقعين.

salem_sahab@hotmail.com


 
إطبع هذه الصفحة