الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :عن التعليم قالوا!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 23/09/1433
نص الخبر :
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
بينجامين فرانكلين من المؤسسين الأوائل للولايات المتحدة، ويُعد من علمائها الموسوعيين، ومن ساستها الكبار. يقول فرانكلين عن أهمية التعليم: (عبقرية بلا تعليم أشبه بكنز من الفضة في منجم)، اي هو عديم الفائدة إذا ظل مكنوزا تحت الأرض.
ويقول ديريك بوك: (إذا كنت تعتقد أن التعليم مكلفاً، فجّرب الجهل)، أي أن فاتورة الجهل في نهاية المطاف تساوي أضعاف تكلفة التعليم. ويقول مفكر آخر: (بإمكان الفرد تجاوز حالة الفقر، لكن تجاوز حالة الجهل تستغرق وقتاً أطول). ويقول أرسطو: (الفرق بين المتعلم والجاهل كالفرق بين الحي والميت).
لا خلاف على أن التعليم هو العنصر الأهم في حياة كل فرد، ولا خلاف كذلك على أن التعليم مسؤولية مجتمعية تبدأ من المنزل وتمر بمؤسسات الدولة التي عادة ما تتحمل العبء المادي الأكبر.
الشاهد أن محاولة التوفير في ميدان التعليم، وإن كانت تبدو مجدية، إلاّ أن ثمنها في النهاية باهظ. باختصار أي تعليم لا يكفي، وإنما لا بد من تعليم جيد كي تكون الثمرة جيدة. التعليم الرديء لا يزيد عن الجهل إلاّ بدرجة واحدة.. هو فك للحرف لا أكثر، وذلك لا يجدي في عالم تسود فيه معارف وتقنيات وصناعات تتطلب تعليما فائق الجودة عميق الجذور.
ويبدو أن كثيرا من دول العالم الثالث عموما لا زالت تعاني من إهمال هذه الحقيقة الراسخة، إذ يقدم كثير منها التعليم على أنه مجرد خدمة مادية مجردة دون النظر في اعتبارات أخرى ضرورية لتعليم أفضل يفضي إلى مستقبل افضل، ومنه إلى ترتيب أفضل في ميادين الصناعة والتقنية والاقتصاد.
ولأن التحقق من الجودة يتطلب معايير موضوعية قابلة للقياس والتقويم باستمرار، فإنه غالبا ما يتم تجاهلها خاصة عند التطبيق، وإن كان الحديث عنها لا يغيب لدواعي الحنكة الدبلوماسية والاستهلاك المحلي.
لست معنيا بإسقاط ما سبق على بلد بعينها، فذلك غير مهم بقدر أهمية إدراك خطورة الاستمرار في سلوك هذا الطريق، كما خطورة الاعتماد على المال حلاً وحيداً لكل المشكلات المترتبة على تعليم ضعيف وتربية أضعف.

 
إطبع هذه الصفحة