الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أنديتنا الرياضية.. فعلا تحزّن!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 22/09/1433
نص الخبر :
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
حال الأندية الرياضية عندنا (تحزن) خالص، الكبيرة منها مديونة على طول الخط، والصغيرة منها (طفرانة) على طول الخط. ومع بداية كل موسم يكثر الحديث عن الداعمين وعن الرموز وعن أعضاء الشرف، وعن الرصيد الخاوي وعقد الأجنبي الفلاني. وفي زحمة التصريحات تظهر أحيانًا تحذيرات مسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأندية بعينها بضرورة دفع المستحقات أولاً ثم التعاقد ثانيًا، وكأن النادي إيّاه هارب بلا رجعة.
وحتى عوائد الأندية من البث التلفزيوني متواضعة وعلى قد الحال، بالرغم من زعمنا أن لدينا أقوى دوري وأحسن مهاجم وأعظم مدافع وأشهر حارس.
وهذا الدوري الممتاز (البريمير لييج) الإنجليزي يُجدِّد عقد بث مبارياته لثلاثة مواسم مقبلة بمبلغ 3 مليارات وعليها فراطة 18 مليون جنيه إسترليني. وللعلم هذه (الفراطة) هي محصلة حقوق بث الدوري السعودي لعام كامل. وأما المليارات الثلاثة فتساوي عوائد بث دوري زين لمائة عام قادمة وأكثر إذا استمر الحال على ما هو اليوم.
لماذا تشكو الأندية الرياضية دومًا من قلة ذات اليد؟ ولماذا تبدو كسيحة دون التبرعات التي يمن بها هذا المشجع أو ذاك؟ وماذا يمكن أن يحدث لو أن الجميع امتنعوا عن الدفع جملة وتفصيلاً؟ هل يعني ذلك انتهاء فرص النادي في المنافسة على أي مستوى؟ أم أن ذلك سيؤدي إلى تدهور النادي لدرجة انفضاض جمهوره عنه، فيبقى بلا مال ولا جمهور!
وحتى في حالات الرخاء المادي، تستمر طوال العام المناكفات الصحفية والمهاترات الإعلامية، فهذا يلوم وذاك يمدح، وهذا يغضب وذاك يفرح. وآخر يلوم التحكيم ولجنة الحكام، ولا يسلم من لسانه أحد إذا خسر النادي بما في ذلك الرئيس والأعضاء ورجال الشرف.
حالة الرياضة عندنا تحتاج إلى غربلة، بل إلى تقويض، ثم بناء من جديد على أسس تجارية ربحية سليمة تحكمها لوائح وضوابط، بعيدة عن فرض الرأي الواحد، وعن حب السيطرة. ولسنا هنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة، فقد سبقتنا تجارب العالم المتنوعة الناجحة والفاشلة، فلنختر منها ما يناسب الحال، ولندع الخيار لأصحاب القرار، وهم رؤساء الأندية وممثليها.

 
إطبع هذه الصفحة