الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :أسماء
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/08/1433
نص الخبر :

 د. طارق على فدعق

سنحت لي الفرصة لأكون من أوائل الذين شهدوا التجهيزات النهائية أحدث طائرة للخطوط السعودية من طراز بوينج 777 قبل حوالى أسبوعين في مصنع بوينج. وكان اسم الطائرة هو رقم تسجيلها لدى المنظمة الدولية للطيران المدني وهو HZ-AK15، يعني «ألفا كيلو 15». وشعرت ببعض الحسرة على عدم وجود المزيد من الحماس لإطلاق أسماء إضافية لتعبر عن أهمية أسطولنا الجوي الوطني. لماذا لا تكون مثلا أسماء المدن التي نعتز بها في وطننا: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وأبها، والدمام، وغيرها، أو الأسماء التاريخية الشامخة مثل ابن سينا أو الخوارزمي أو الكندي، أو أسماء الشهداء ممن ضحوا بأغلى ما رزقهم الله عز وجل للوطن؟.. وللأسماء أهمية كبرى في عالمنا وبعض الطرائف ففي عالم الطيران مثلا دار أحد الصراعات بين بريطانيا وفرنسا عند تسمية طائرة «الكونكورد» التاريخية الفريدة التي كانت أسرع طائرة تجارية في العالم خلال الفترة 1976 إلى 2003 .. الشاهد أن فرنسا رأت ضرورة وضع حرف e في آخر الكلمة بينما أصر الإنجليز على أن يكون الاسم Concord وقد انتصر الفرنسيون بعد المجادلات. ولكن موضوع الأسماء لا يقتصر على الطيران فحسب، ففي عالم الكيمياء تم تسمية العديد من العناصر على أسماء بلدان لأسباب تعكس أولويات وطنية وإليكم بعض الأمثلة: حرصت د. ماري كيوري البولندية التي حصلت على جائزة نوبل عام 1903 في الفيزياء ثم جائزة نوبل مرة ثانية عام 1911 في الكيمياء، حرصت هذه العالمة الفذة على تسمية أول العناصر المشعة التي اكتشفتها على اسم وطنها الذي كان ممزقا بين مطامع روسيا من جانب وألمانيا من جانب آخر، وكانت ولادة عنصر «البولونيوم» المشع. وفي عام 1908 حاول عالم الكيمياء الياباني «مازاتاكا أوقوه» وابنه «ايهيرو» أن يطلقا اسم «نيوبونيوم» تخليدا لاسم وطنه (نيبون)، ولم يفلحا فقد اكتشفا بالخطأ عنصر «الرينيوم» الذي أطلق اسمه تخليدا لنهر «الراين» في ألمانيا.. وعلى سيرة ألمانيا فستجد العديد من العناصر التي سميت تخليدا لها بدءا بعنصر «الجيرمانيوم» الذي يستخدم في صناعة الإلكترونيات، الى عنصر «الدارم ستاديوم» وهو من أثقل العناصر وهذا الاسم من مشتقات اسم بلدة «دارم ستاد» في ألمانيا.. وفي السويد تم اكتشف مجموعة عناصر خلدت أسماء بعض المدن ومنها «هافنيوم» الذي سمي على مدينة استكهولم.. وفي السويد أيضا تقع بلدة «إتربي» الصغيرة، وكانت موقع اكتشاف مجموعة عناصر سميت تكريما لها بأسماء طريفة ومنها: «اتربيوم»، و «اتريوم»، و «تربيوم»، و «اربيوم» .. وستجد أيضا التخليد لاسم أمريكا في مجموعة عناصر ومنها عنصر «أمريسيوم» الذي اكتشف عام 1945، و«كاليفورنيوم» تخليدا لجامعة ولاية كاليفورنيا حيث تم اكتشاف العديد من العناصر، و«بركيليوم» على مدينة بيركلي التي تقع فيها الجامعة.. يا ترى متى سنرى عناصر مفيدة على اسم مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس؟.. وعلى سيرة القدس فسنجد أن اسمها الدولي مشتق من «يوروشليم» أي «مدينة سالم» بالعبرية وهو يعكس الوضع الحالي غير المقبول، بل ونجد أن بعضا من أهم المعالم في بيت المقدس صبغت بأسماء غير دقيقة ومنها: المسجد الأقصى الذي أصبح يطلق على قبة الصخرة، وحائط المبكى والصحيح هو حائط البراق، وحي اليهود والصحيح هو حي الشرف. وضاحية «جيفات شوؤل بيت» بداخل مدينة القدس، والصحيح هو قرية دير ياسين التي كانت مذبحة قتل فيها مئات الأبرياء الفلسطينيين عام 1948م.
أمنـيـــة
ذكرت مجموعة أمنيات في متن المقال وقد تكون الأمنية الأهم هي أن نحرص على الاهتمام بالأسماء فهي تعكس العديد من الأبعاد الجديرة بالاهتمام والتقويم.
والله من وراء القصد.

 
إطبع هذه الصفحة