| عنوان الخبر : | حاربوها قبل فوات الأوان |
| الجهة المعنية : | مقالات أعضاء هيئة التدريس |
| المصدر : |
جريدة المدينة
|
| رابط الخبر : |
أضغط هنا
|
| تاريخ الخبر : |
28/08/1433
|
| نص الخبر : |
|
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
في تطور لافت لمحاربة المأكولات السريعة (الجنك)، أي التافهة المضرة، صوّت أعضاء مجلس لندن المعني بالدورة الأولمبية (التي ستنطلق فعالياتها في 27 من يوليو الحالي في لندن) على الدعوة لحظر الشركات الأولمبية الممولة للدورة، والتي تروج للأغذية المشبعة بالدهون، والمشروبات المضرة ذات السعرات الحرارية المرتفعة. وأكبر المتضررين من هذه الحظر إن تحقق هما الشركتان العالميتان الكبيرتان ماكدونالدز وكوكا كولا.
وعلّل المجلس توصيته بأن موافقة هذا التجمع الرياضي الدولي (الفريد من نوعه) على دعم هذه المنتجات الغذائية الرديئة.. يرسل صورة ذهنية خاطئة إلى الشباب والصغار بصفة خاصة، فهذه المواد ذات علاقة مؤكدة بالبدانة والسمنة المنتشرة بنسب عالية في الدول التي يكثر فيها تعاطي هذه الأغذية (الجنك).
وفي سياق آخر استنكرت أكاديمية الكليات الملكية الطبية إصرار اللجنة الأولمبية الدولية على بيع الحقوق الحصرية لبيع الأغذية والمشروبات غير الكحولية للشركتين المذكورتين. إنها (الأموال) يا سادة تشتري الحقوق وما تحتها وما فوقها، وإنها الرأسمالية (النكدة) التي تبيع كل ما تملك لمن للمال يملك، ودون أن تستشير طبيبا ولا عالما ولا يحزنون.
بيت القصيد هو التحذير نفسه (من هذه الأغذية الرديئة والمشروبات التي تطفح بالسكريات والمواد الحافظة) في بلادنا الغالية، والتي يدرك الكثير منا أن جهود محاربتها متواضعة جدا وضعيفة جدا، وأن مسلسل معاناة الأسرة السعودية من السمنة والبدانة وزيادة الوزن المتفشية بنسب عالية بين أبنائنا وبناتنا.. سيستمر وبمعدلات متزايدة إن لم نفعل شيئا ذا بال.
ولست أعلم مشهدا لتطبيق حكمة (درهم وقاية خير من قنطار علاج) من حالنا مع سبل الوقاية من السمنة والبدانة، فهي في النهاية ذات تكلفة عالية على كل الأصعدة بداية بفواتير العلاج عبر أوقات مختلفة للبدين وأسرته، وانتهاء بالعيش عليلا أو الموت مبكرا.
جزء من النصيحة الشرعية لعامة الناس توعيتهم أولا، ثم الانطلاق لأبعد من ذلك.. إلى الحظر والمنع، فالحفاظ على النفس وعدم تناول ما يضرها من مقاصد الشريعة الخمسة. قد يراها البعض مبالغة، لكنها في نظري ضرورة. وهي أيضا ليست وصاية، وإنما هي اهتمام ورعاية.
إنه ثمن لو تعلمون عظيم.
|
|