الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :دروسٌ جوهريةٌ من تراجيديا بلجرشي!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/08/1433
نص الخبر :
أ.د. عاصم حمدان
الثلاثاء 17/07/2012
* أدرك معالي الشيخ عبداللطيف آل الشيخ منذ تولّيه المهمّة الجليلة -الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- وبثاقب نظره، ورؤيته العلمية والفقهية المتمكّنة خطورة الأسلوب المتّبع من بعض أفراد الهيئة، وهو "المطاردة" لما فيه من تبعات ونتائج خطيرة على النفس الإنسانية، التي جاءت مقاصد الشريعة للحفاظ عليها. وهو أمر مبثوث في كتب أصول الفقه، ولهذا كرر من البداية ممانعته لهذا الأسلوب، وأصدر أوامر واضحة بمنعه.
** إلاَّ أنَّ حادثة "بلجرشي"، وما رافقها من تطورات دفعت بأمير المنطقة مشاري بن سعود للإسراع في تشكيل لجنة عليا للتحقيق في الحادثة المأسوية، التي ذهبت ضحيتها نفس بريئة، وتعرّضت باقي الأسرة التي جرت مطاردتها لمخاطر صحيّة بالغة، تبعث على التساؤل عن البواعث وراء استمرار هذا الأسلوب المستنكر والمرفوض.
** ولعلّ السؤال الذي يطرح -نفسه- هو مدى الثقافة الشرعية الفقهية لدى بعض من أفراد هذا الجهاز الهام، فهذه آيات الكتاب الحكيم تدعو إلى الرفق في الموعظة، حتى مع الطغاة والظالمين الجبابرة، فالله -عز وجل- يطلب من نبيه موسى -عليه السلام- باصطناع أسلوب اللين مع الطاغية "فرعون" كما ورد في قوله تعالى "اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولاً لينًا، لعله يتذكر أو يخشى" (طه - الآيات 42، 43، 44) فهل نسي هذا البعض أنه يتعامل مع أسرة مؤمنة ومسالمة حتى في أسوأ الأحوال لو حصل احتداد في النقاش، فإن ذلك لا يتوجب مثل هذا الأسلوب، كما لا يستدعي من البعض في حالات أخرى الطلب من مواطن جادل هذا النفر بالحسنى أن يبرز "هويته"، فالهوية الوطنية لها حرمتها وقداستها، ولا يمكن إقحامها والتخويف بها، وهي مسألة محسومة عند المسؤولين الواعين والمدركين لمهامهم من رجال الأمن. فكيف يتجرأ هذا البعض من وضع نفسه في موقع لا تجيزه له السلطات المختصة؟؟ ولعل هذا البعض لا تسعفه ثقافته فيدرك مقولة عالم جليل مثل ابن القيم -رحمه الله- وهي "إذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه، وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره".
وهذا النص الفقهي الفريد موجود في كتابه الذائع الصيت "أعلام الموقعين"، وتبقى مسألة في غاية الأهمية وهي وجوب تقييد حركة الدوريات الأمنية في مثل هذه الحالات إلاّ بأمر رفيع فذلك أسلم وأدعى للحيطة.


 
إطبع هذه الصفحة