كشف عميد معهد السياحة بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور زهير بن عبد الله طيب، عن قبول 300 طالبة للدراسة بالمعهد بقسمي الفندفة والضيافة وقسم السفر والسياحة، متوقعًا أن تبدأ دراسة الطالبات في المعهد بدء من العام الدراسي المقبل، ولفت إلى أن المعهد يعمل على إحداث برنامج ليحصل الطالب على درجة البكالوريوس، وكذلك العمل على تفعيل قسم السفر والسياحة للطلاب للفصل المقبل بعد التوصل مع شريك دولي عالمي لترتيب إعداد برنامج التدريس والتدريب بالقسم.
وقال طيب في حوار مع (المدينة): إن النظرة القاصرة حول مستقبل خريجي المعهد أحد أسباب عزوف الطلاب للاتحاق بالمعهد، مشيرًا إلى أن جميع الخريجين الذين أنهوا دراستهم في المعهد التحقوا بوظائق مرموقة في كبرى المنشآت العالمية وبرواتب مجزية، مفيدًا أن هناك خطة استراتيجية للمعهد منها تمكين الطالب من إكمال دراسته الجامعية للحصول على درجة البكالوريوس، وكذلك افتتاح أقسام جديدة خلال الفصول المقبلة، وتحدث عن مستقبل خريجي المعهد وما سيحصلون عليه، فإلى تفاصيل الحوار:
كيف نشأت فكرة افتتاح معهد للسياحة في جامعة الملك عبدالعزيز؟
كان لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان أكبر الأثر في ذلك عندما وقعت اتفاقية بين جامعة الملك عبدالعزيز وهيئة السياحة والآثار، وكان من بين بنودها إنشاء معهد خاص بالسياحة، وحاضنة للسياحة بهدف تطوير صناعة السياحة في البلاد، وإعداد كوادر مدربة ومثقفة في السياحة، بعدها تم تكوين فريق عمل مشترك من الجامعة والهيئة لانشاء المعهد.
بعد توليكم عمادة المعهد كأول عميد لهذا الكيان.. كيف بدأ العمل حتى وصلتم إلى ما وصلتم إليه؟
- عملنا على أكثر من محور كان من أولها محور إنشاء البرنامج الأكاديمي التعليمي، ومحور الهيكل الإداري ومحور الهيكل التعليمي ومحور البنى التحتية والمعامل الخاصة بالتدريب والمكتبة التعلمية وكل ما يخص مقومات إنشاء المعهد، وحتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
ما هي أهدافكم التي رسمتموها لمستقبل المعهد والدارسين فيه؟
عندما عملنا على إنشاء المعهد وضعنا هدفا هو ألا يكون خريجو المعهد عبئا أضافيا على المجتمع ولا يزيدون نسبة البطالة في البلد، ووضعنا أمام أعيننا أن نجعل الشاب يجد وظيفته قبل تخرجه من المعهد من خلال تدريبه وتنمية قدراته وإرساله للتدريب خلال فترة الدراسة في أماكن فندقية وسياحية عالمية ليعرفوا مستوى التدريب والتعليم الذي يتلقاه الطالب، وأبدوا جميعا إعجابهم بمستوى الطالب في فترة التدريب حتى أن عددًا من جهات التدريب عرضت عقود العمل على الطلاب خلال فترة تدريبهم برواتب مميزة ومناصب جيدة، وحقيقة أن فرص العمل كبيرة ومتوفرة بشكل كبير.
كيف يمكنكم إقناع أرباب العمل والمستثمرين بتوظيف الخريجين وإقناعهم بمستوياتهم العالية؟
من أجل ذلك وضعنا رؤيتين؛ الأولى: هو تقديم برنامج علمي تعليمي قوي يكون أقرب إلى البرامج التطبيقية أكثر من العلوم النظرية، والرؤية الأخرى هو إيجاد برنامج قوي وهو ما جعلنا نتوجه للبحث عن جهة عالمية متميزة، وبدعم من إدارة الجامعة نجحنا في إبرام اتفاقية وشراكة مع أفضل أكاديمية عالمية تهتم بمجال الفندقة والسياحة، وقمنا بعمل اتفاقية مع أفضل معهد في العالم في مجال التعليم والتدريب الفندقي في بلوزان بسويسرا، والذي لا يقبل شراكة مع أي جهة، وبالتالي من أجل الوصول إلى هدف هاتين الرؤيتين كان لا بد من تقديم برنامج قوي يكون أقرب إلى احتياج سوق العمل منه للعلوم النظرية ومن أجل الوصول إلى البرنامج المناسب المتوافق مع احتياجات سوق العمل كان لا بد من إشراك أرباب العمل وملاك المنشآت السياحية، وعقدنا العديد من الاجتماعات والمشاورات بيننا وبينهم لمعرفة متطلباتهم لاستقطاب الخريجين وما يريدونه من خريج المعهد وكيف يتم تدريبه بحسب ما يحتاجونه في الخريج حتى يتحصل على وظيفته مباشرة بعد تخرجه، وحرصنا على أن يكون هدفنا هو أن يتحصل الطالب على فرصة عمله وعقد توظيفه وهو على رأس العمل.
هذا المعهد يستقطب الطلاب.. ماذا عن الطالبات؟
المعهد إلى الآن يقبل الطلاب، ولكن الرغبة لدينا في افتتاح معهد بشطر الطالبات موجودة - وبإذن الله - خلال العام المقبل سنفتتح معهدًا لشطر الطالبات يقبل الطالبات في قسمي الفندقة والضيافة وقسم السياحة والسفر، وأن إدارة الجامعة تحرص على دعمنا بكل المجالات وأحد أسرار نجاحات المعهد خاصة وبقية قطاعات الجامعة نابع من الدعم الكبير الذي تقدمه إدارة الجامعة بقيادة مديرها الدكتور أسامة بن صادق طيب .
المعهد يستقبل الطلاب بعد اجتيازهم للسنة التحضيرية.. كم عدد السعة التدريبية لديكم في المعهد وما هي الأقسام المتاحة أمام الطلاب للدراسة ؟
نحن في المعهد نقبل في كل عام قرابة 300 طالب، ويتم قبولهم على الفصلين الأول والثاني، وبالنسبة للأقسام التي يتضمنها المعهد هي قسمين: قسم الفندقة والضيافة وهو المفعل الآن بعد الاتفاق مع الشركة السويسرية العالمية، ولدينا قسم السفر والسياحة، وسيتم قبول الطلاب فيه قريبًا خلال الفصل المقبل - إن شاء الله - بعد توصلنا إلى أحد المعاهد العالمية الكبيرة التي تهتم بعمليات التدريب في مجال السفر والسياحة وسيكون التوقيع قريبًا لإعداد الدراسة في هذا المجال.
ما هي الخطة الدراسية للطلاب في المعهد؟
الطالب الذي يلتحق بالجامعة ويحقق المعدلات المطلوبة لقبوله في الجامعة يمكنه الالتحاق بالمعهد، أما الطالب الذي لا يحقق المعدل المطلوب ولا يقبل في الجامعة فلن يتمكن من الالتحاق بالمعهد، وبالنسبة للخطة الدراسية فالجامعة تقبل الطلاب جميعًا وفق الدراسة للسنة التحضيرية، ونحن في المعهد اجتمعنا مع عمادة القبول والتسجيل واتفقنا على أن يدرس الطالب الذي يرغب الالتحاق في المعهد 18 وحدة دراسية مكثفة في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي ومهارات الاتصال ووحدات دراسية أخرى تخدم الطالب في مستقبله، وبعد إكمال الطالب لهذه الوحدات يبدأ في دراسة مقررات المعهد والبدء في التدريب والتدريس ونحن نركز في مناهجنا على المهارات التي تخدم الموظف مثل مهارات اللغة الإنجليزية ومهارات الاتصال ومهارات التفكير والإبداع، والطالب يدرس في المعهد عامين مقسمة على أربعة فصول وتكون بعد إنهاء الوحدات الدراسية الـ 18 المشروطة في السنة التحضيرية، وبالتالي يدرس الطالب 74 ساعة حتى يتخرج من المعهد منها 18 ساعة في السنة التحضيرية و56 ساعة في الفصول الدراسية يدرس خلالها الطالب 3 فصول دراسية داخل المعهد وفصول دراسية لمدة 6 أشهر يتدرب فيها الطالب في إحدى المنشآت الفندقية العالمية ذات الخمسة نجوم، وبعدها يمنح المعهد درجة الدبلوم في مجال الفندقة والسياحة .
نود أن نعرف خططكم التطويرية للمعهد؟
نحن في المعهد نعتبر (التطوير شعارنا) ولدينا خطط استراتيجية ونحن الآن بصدد إطلاق برنامج للبكالوريس ولدينا، أيضًا لدينا خطة لافتتاح قسم خاص بشطر الطالبات يقدم الدراسة بنفس التخصصات في مجالي الفندقة والسياحة، وخطتنا هي التوقيع مع الشريك السابق حتى يستفيد الطالب من المواد التي سبق ودرسها ويتمكن من اكمال دراسته في البكالوريوس، وبالنسبة لقسم الطالبات تحصلنا على موافقة إدارة الجامعة على افتتاح هذين البرنامجين - وإن شاء الله - خلال العام المقبل سيتم إطلاق الدراسة ببرنامجي الفندقة والضيافة وبرنامج السفر والسياحة للطالبات، وإن المعهد سعته 300 طالب وسيتم قبول نفس العدد من الطالبات.
كيف ستعملون على استقطاب وترغيب الطلاب للالتحاق والدراسة بالمعهد ؟
أعتقد أن أي طالب عندما يجد زملاء له سابقين تخرجوا والتحقوا بوظائف مناسبة وجيدة برواتب مغرية تجعله يتشجع للانخراط في الدراسة في المعهد، وحقيقة أن هناك تخوفًا لدى الطلاب حول مستقبلهم بعد التخرج. ونحن نعمل على إعداد برامج تسويقية نوضحها للطلاب ونشرح لهم مستقبلهم بعد التخرج وعرض الفرص التي أتيحت لزملائهم الطلاب حتى نتمكن من إزالة الرهبة والخوف من نظرتهم حول المستقبل بعد التخرج، ونعمل أيضًا على تعديل مفهوم نظرة المجتمع لمن يعمل في مجال خدمة الآخرين وانتقاص المجتمع من مثل هذه المهن والنظرة الخاطئية، ونحن هنا نود أن نوصل حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال (سيد القوم خادمهم)، ونحن في هذه البلاد نتشرف بخدمة أناس هم ضيوف الرحمن، والذين يعمل قادة البلاد على خدمتهم، وبالتالي خدمة الناس شرف يجب ألا نستنقص من يعمل فيه، فقائد هذه البلاد لقّب اسمه بخادم الحرمين الشريفين، وبالتالي شرف الخدمة ليس عيبًا بل فخر، خاصة عندما تكون الفئة التي ستعمل على خدمتها هم من زوار وضيوف بيت الرحمن، وبالتالي نحن نقيم معرضًا للتعريف بالمعهد ومستقبله وكذلك لقاءات مع الطلاب، والمشاركة في كافة أنشطة الجامعة للتعريف بالمعهد ومستقبله والرسالة التي سيقدمها.
بالنسبة لتصنيف خريجي معهد السياحة.. هل هناك تصنيف حكومي من قبل الخدمة المدنية لخريجي معهد السياحة ؟
هذا الأمر غير موجود..وعندما قررت إدارة الجامعة تفعيل هذا النوع من التدريب والدراسة كانت تركز على توفير خريجين يشغلون وظائف عددها بالملايين بمؤسسات القطاع الخاص، وبالتالي المؤهل الذي يحصل عليه الخريج وقدراته التي عمل على تنميتها هي التي ستحدد مكان الخريج وكثير من الخريجين الآن يعملون بوظائف مرموقة في منشآت عالمية كبيرة