نوف علي المطيري

تقام جامعاتنا على مساحات شاسعة من الأرض، وتتكون من مبان ومرافق لا توجد في كثير من دول العالم. ولكنها تتناسى أن الجامعات ليست مبانيَ وخدماتٍ ولا شعاراتٍ رنانة. إن الجامعة تقوم على الأستاذ الكفؤ، كما تقوم على الاهتمام بالطالب. فهي أنشئت من أجله، وبدون الاهتمام بتعليمه وتطويره لا قيمة للجامعة. وحينما قام طلاب وطالبات جامعة الملك خالد بالتعبير بطريقة سلمية عن استيائهم من أكوم النفايات في ساحة الجامعة وعلى سوء المعاملة لم يلمهم أحد.
وقد كنت أظن وأنا التي تركت الجامعة لفترة طويلة أن زمن سوء معاملة الطلبة قد ولى، وأنها سياسة قديمة كان يتبعها مديرو وموظفو الجامعات القدماء. لكن قيام الطلبة باحتجاجاتهم السلمية الأخيرة أثبتت للجميع أن بعض إدارات الجامعات لا تزال تتبع سياسة عقيمة لم تعد مناسبة للجيل الجديد. وقد جاءت الاحتجاجات الشبابية كرسالة قوية للمسؤولين بضرورة تغيير السياسة التي يدار بها كثير من الجامعات، وضرورة الاهتمام بحقوق الطالب الجامعي وأبرزها حقه في المعاملة الحسنة. وجاءت أيضاً لتؤكد حق الطالب في تقديم شكوى ضد أي مسؤول في الجامعة يشعر أنه ظلمه أو سلب حقوقه أو مارس ضده أي اضطهاد أو ضغوطات نفسية. الأحداث الأخيرة جعلتني أفكر في الحاجة الماسة لوجود اتحاد طلبة منتخب في الجامعات حتى يكون صوت الطالب مسموعا أمام إدارة الجامعة، وللدفاع عن حقوق الطلاب ومنع اضطهادهم. أيها المسؤولون زمن المعاملة الدونية قد ولى إلى غير رجعة فعلى العاملين بالجامعات مراجعة سياساتهم وطريقة تعاملهم مع الطلبة. الطالب الجامعي ليس بشحاذ بل طالب علم وإنسان قبل كل شيء له حقوق كما عليه واجبات فيجب ألا تنتهك حقوقه من قبل موظفين عُينوا في الأساس لخدمته وتوفير بيئة تعليمية مناسبة له.