الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :فريدمان يقول: نقبوا في العقول!!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/04/1433
نص الخبر :
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
الجمعة 23/03/2012
كتب توماس فريدمان مقالاً في نيويورك تايمز (10 مارس) بعنوان (مرّر الكتاب. أوقف النفط) بدأه بالإجابة على سؤال سئل عنه كثيراً، وهو: (ما هي الدولة المفضلة لديك.. غير التي تنتمي إليها؟)، فكان جوابه دائمأً (تايوان)!
لكن لماذا تايوان؟ لأنها في نظره لا تملك شيئاً يُذكر من المواد والثروات الطبيعية، بل إنها تستورد حتى الرمل والحصى من الصين لأغراض البناء والتشييد، ومع ذلك فهي تملك رابع احتياطي مالي في العالم. وبدلا من أن تحفر الأرض وتنقب عن مكنوناتها، فإنها فضلت التنقيب في عقول 23 مليون نسمة، هم كل سكانها، لتكشف عن مواهبهم وطاقاتهم وذكائهم رجالاً ونساءً.
وأما باعث المقال، فهو التقرير الذي أصدرته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، وتضمن دراسة ممتعة عن العلاقة بين نتائج الأداء في برنامج التقويم الدولي للطلاب PISA (الذي يتم مرة كل عامين، ويختبر طلبة في سن 15 عاماً في 65 دولة في مواد الرياضيات والعلوم والقراءة)، وبين نسبة إجمالي الدخل المعتمد على الثروات الطبيعية إلى إجمالي الناتج المحلي لكل دولة من الدول المشاركة.
ويتضح من الدراسة أن العلاقة سلبية بين الأموال التي تجنيها الدول من مواردها الوطنية من جهة، والمعارف والمهارات التي يتمتع بها طلاب الثانوية من جهة أخرى.
باختصار تقول الدراسة إن الاعتماد على الموارد الطبيعية يقلل من جودة أداء طلبة الثانوية مما ينعكس حتماً على الدراسة الجامعية وما فوقها. وفي آخر نتائج التقويم الدولي المشار إليه كانت دول الطليعة هي سنغافورة وفنلندا وكوريا الجنوبية وهونج كونج واليابان، في حين كانت قطر وكازاخاستان في المؤخرة، وهما اللتان تملكان عائدات بترولية عالية.
ويطلق الاقتصاديون مسمى (المرض الهولندي) على ظاهرة اعتماد بعض الدول كلياً على تصدير ثرواتها الطبيعية، بحيث ترتفع قيمة عملتها، وتتراجع صناعتها المحلية تحت ضغط السلع المستوردة الرخيصة الثمن. وهي ظاهرة مشابهة لما سبق ذكره، حيث يؤدي الإدمان على تصدير الثروات الطبيعية إلى فقدان الأباء والطلاب الاهتمام بالتعليم متمثلاً في العائدات والحوافز التي تشجع على حل الواجبات وشحذ المهارات.
هذه المرة خذوا الحكمة من فريدمان!


 
إطبع هذه الصفحة