الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :بلاغات كاذبة.. استعينوا بغوغل!
الجهة المعنية : 
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/04/1433
نص الخبر :
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
الخميس 22/03/2012
هل ما زالت بعض الأجهزة الأمنية تعاني من حالات بلاغات كاذبة؟ وأعني بها مثلاً بلاغات حوادث المرور أو الحريق وغيرها. وهل ما زالت بعض الأجهزة المعنية تقليدية جداً في آليات الوصول إلى المكان المطلوب على وجه السرعة؟.. في حادثة حريق مدرسة البنات في جدة، والتي انتهت بوفاة معلمتين بريئتين، كان الحديث يدور حول تأخر فرق الإنقاذ، في حين اعتبر مسؤول الدفاع المدني أن آلياته وصلت في وقت قياسي.
ونظراً لغياب مرجعية عالمية يمكن الاستناد إليها، فإن كلا الطرفين قد يكون محقاً، فالثواني في نظر المحاصر بالنار تساوي شهوراً طويلة، في حين أنها قد لا تكون كذلك بالنسبة لسائق مركبة إطفاء الحريق، الذي ربما بذل قصارى جهده في الوصول إلى موقع ربما جهله منذ الوهلة الأولى. وأما إذا كان الموقع في (خنقة) عشوائية، فالسلام على من بلّغ والسلام على من وصل.
السؤال: إلى أي مدى تتم الاستعانة بالتقنيات الحديثة للتأكد أولاً من صحة البلاغ، ثم لبلوغ الموقع في أسرع وقت ممكن حتى لو كان في زمان ضيق في حي (مدخوش)!!
ليس جديداً القول بأن خرائط (قوقل) المتطورة لم تدع للخيال مجالاً، ولا للاجتهاد مكاناً، فالأرض أمام ناظرها صفحة مفتوحة دار دار، وبيت بيت، وزنقة زنقة، وباستخدام شيء من (الزوم) يمكن التأكد 100% من صحة وقوع حادث تصادم أو نشوب حريق، ثم برمجة إحداثيات الموقع في السيارة أو الآلية المتجهة إلى هناك، وعبر أقصر الطرق المتاحة وأقلها ازدحاماً يظهر على شاشة الشيخ قوقل بلا عناء ولا تعب.
وعلى طاري الشوارع المزدحمة، هل نطمع في محطة إذاعية متخصصة تصف لنا حال الطرق ومدى ازدحامها خاصة في أوقات الذروة؟ أم أن كل الأوقات أصبحت ذروة، وبات من غير المجدي بث معلومة معروفة سلفاً وغير سارة أبداً.
لا بد من تطويع التقنية لخدمة الإنسان إلى أقصى مدى ممكن. لا أحد يعترض على ذلك! لكن الإقدام على هذه النقلات النوعية نادر ندرة الغول والعنقاء. وحتى عند اتخاذ القرار يسير التنفيذ سير السلحفاة.


 
إطبع هذه الصفحة