الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ستات «3»
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/04/1433
نص الخبر :

 

 

نسعد بخصائص الأعداد يوميا ولكنا لا نفكر فيها بشكل كافٍ. وللستات مكانة خاصة نظرا لخصائصها الحسابية والهندسية. الستة من الأرقام الجميلة المميزة فهي الوحيدة بين جميع الأعداد التي تساوي جمع عناصرها وضربهم أيضا أي أن 1+2+3=6 و1 ضرب 2 ضرب 3 يساوي ستة أيضا. وتوصف أنها من الأرقام «الكاملة» نظرا لهذه الخصائص. وعندما تشرب فنجان «الشاهي» المحلى اليوم، تذكر أن التركيبة الكيمائية للسكر تعتمد على الشكل السداسي، بل وحتى شكل مكعبات السكر تحتوي على ستة أوجه. وتجد السداسيات بكثرة في التركيبة الكيمائية للعديد من المواد العضوية بأشكالها ووظائفها المختلفة، سواء كانت أدوية، أو وقودا، أو حتى أدوات تجميل. وسر السداسيات يكمن في عالم الاقتصاد، وأحد ألذ الاستعمالات للسداسيات هي في خلايا النحل الذي يتميز بجماله ومكوناته العجيبة «المتعوب عليها» مما يجعله من المواد الثمينة جدا، وبالتالي ففي عملية بناء الخلية يعمد النحل إلى اللجوء إلى الأساليب الذكية جدا في الاقتصاد التي سخرها لها الله عز وجل. ولهواة الهندسة فأكثر الأشكال توفيرا للأسطح الخارجية نسبة إلى الحجم الداخلي هي الشكل الكروي، ولكن عند الحاجة لبناء مجموعات متلاصقة من الخلايا يصبح الشكل السداسي ذو الستة أضلاع هو الأكثر توفيرا للبناء. وصدق أو لا تصدق، فهذا المبدأ نراه كل يوم في بداية نهارنا حين نستعمل الصابون، ذلك لأن الفقاقيع تكون الشكل الكروي توفيرا للطاقة عندما تكون الفقاعة وحيدة، ولكن عند تكاثرها يهيمن الشكل السداسي على مجموعاتها لأنه يوفر أفضل تجميع لها وسبحان الله الذي يسخر هذه المعجزات الهندسية أمام أعيننا اليوم وكل يوم..
وللسداسيات العديد من الجوانب الأخرى التي تعكس أبعادا اجتماعية وسياسية مهمة، ومنها النجمة السداسية الشهيرة بنجمة داوود أو باسم «ماجن دافيد» باللغة العبرية. هذه النجمة مكونة من مثلثين متساويي الأضلاع متشابكين. وهي مليئة بالستات ففي قلب المثلثين تجد الشكل السداسي، وللنجمة ستة «رؤوس» وست زوايا داخلية كل منها تساوي 60 درجة. وقد اعتنقتها الصهيونية في علمهم منذ نهاية القرن التاسع عشر. وللموضوع جوانبه المهمة التي أتمنى أن ندركها. ولكن قبل التوغل فيها، فأود أن أشير إلى أن بعض الرموز المهمة تستخدم بدون «إحم ولا دستور» لتقترن بدون وجه حق بأيديولوجيات قمعية. وكمثال فعندما قرر «الحزب الوطني الاشتراكي العمالي» في ألمانيا الشهير بالنازية أن يستخدم الصليب المعكوف عام 1920، لم يدرك العالم أنها كانت سرقة من تاريخ الحضارة الهندية. وكان الشكل يعكس مفهوم الحياة والسعادة والتجديد، ثم أصبح رمزا للقمع والاستبداد والظلم. وهكذا هو الحال للنجمة السداسية فنجد أن ليس لها جذور تصميمية وفلسفية أو ثقافية في الصهيونية. ستجد النجمة في العديد من المعابد، بل وحتى في بعض المساجد من الشقيقة سوريا إلى الهند. وستجدها في بعض مدونات الحضارة الإغريقية أيضا، وحتى في بعض شعارات إبليس لدى من يمارسون الشعوذة. ولهواة الطيران. فضلا انظروا في صورة جوية لمطار «هيثرو» في لندن وستجدون أن مخطط الموقع من مدرجات ومسارات هو عبارة عن نجمة سداسية عملاقة، ولا يعني ذلك أن المطار يمثل مخططا صهيونيا.
أمنـيــــة
عجيب أمر الخبايا التي نتعلمها من الرقم 6 في أماكنه المختلفة في حياتنا: من فقاقيع الصابون، إلى تركيبة الوقود، والسكر، وملايين المنتجات المفيدة، إلى خداع الصهاينة. أتمنى أن نتعلم من الأرقام ففيها بعض الأسرار الجميلة. وسأتوقف هنا لأن المقال قد أصبح طويلا فقد وصل عدد كلماته إلى 510، وهو يقبل القسمة على ستة طبعا.
والله من وراء القصد.


 
إطبع هذه الصفحة