| عنوان الخبر : | توزيع الميزانيات: كلام قديم ولا مستجيب! |
| الجهة المعنية : | مقالات أعضاء هيئة التدريس |
| المصدر : |
جريدة المدينة
|
| رابط الخبر : |
أضغط هنا
|
| تاريخ الخبر : |
29/01/1433
|
| نص الخبر : |
|
أ.د. سالم بن أحمد سحاب
السبت 24/12/2011
نماذج توزيع الميزانيات المالية متنوعة ومتعددة. وفي بلادنا العزيزة كنا ولا نزال نطبق النموذج نفسه منذ عقود طويلة. النموذج الذي يتكرر كل عام هو النموذج المركزي البحت في كل تفاصيله، أي يعتمد مركزياً، ثم يستمر مركزياً حتى بعد إقرار الميزانيات وتوزيعها على الجهات والمصالح والوزارات وغيرها. مثلاً تطبق وزارة "ع" النموذج المركزي بحذافيره، فلا تعطي الأطراف أي مرونة في استخدام الأموال المعتمدة بطريقة مختلفة ربما تكون أكثر إبداعاً وأشد تحفيزاً وأعظم أثراً وناتجا، ومقرونة بآليات متابعة ومراقبة ومحاسبة.
وكثيرة هي الدعوات إلى تغيير النموذج الحالي، لكنها ذهبت أدراج الرياح لأننا مجتمع يتغير ببطء شديد ولا يكاد يستجيب للمتغيرات إلا بعد عقود.
وإليكم مثالاً على آلية تفكير مختلفة، بل ونموذج يحسبه كثير منا خيالاً بعيدا مع أنه يرسم صورة واضحة لمدى الاهتمام بالإنسان منذ طفولته باعتباره القيمة الأعظم في كل منجز حضاري قائم أو قادم.
هذه العاصمة الدنماركية كوبنهاجن تقر قبل شهور قليلة ميزانيتها السنوية للعام الميلادي 2012م بعد نقاش مستفيض في أروقة المجلس البلدي الذي تتوزع مقاعده الأحزاب السياسية صغيرها وكبيرها، عريقها وحديثها. لاحظوا أولاً أنها مجرد مدينة، وليست مقاطعة أو ولاية، وأن المجلس البلدي هو الرقيب عليها وهو المقر لميزانيتها والمسؤول عنها. مفردات غريبة بالنسبة لنا على أي حال!
المهم أن الميزانية تضمنت تخصيص حوالي 300 مليون دولار لمواجهة الزيادة السكانية في عدد الأطفال الجدد المولودين في المدينة! كم عدد هؤلاء؟ 100 طفل في الشهر، أي 1200 طفل فقط في السنة تخطط وتجند لهم المدينة جزءا من مواردها لتكون الحضانة والروضة قادرة على استيعابهم! إنهم مواطنون منذ لحظة خروجهم إلى الدنيا، ولهم حقوق واجبة ينالونها منذ الصغر.
بصراحة التخطيط السليم ليس عملاً إعجازياً، بقدر ما هو أداء جماعي مبني على مسلمات عامة وثابتة. في حالة كوبنهاجن ثمة اتفاق جماعي على تخصيص مبالغ مستحقة لتحقيق مسلمة واضحة تقول: (إن بناء الإنسان هو أساس نهضة الأوطان) وهو شعار للجميع ويمارسه الجميع.
وتوزيع الميزانيات لا مركزيا جزء من التخطيط السليم.
salem_sahab@hotmail.com
|
|