الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :إلى رحمة الله يا سلطان الخير
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 27/11/1432
نص الخبر :

يعم الحزن بلادنا بل دول الخليج العربي والعديد من الدول العربية والإسلامية الشقيقة لفقدان رمز من رموز وطننا، سلطان الخير، ولي عهدنا المحبوب تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته. مظاهر الحزن تجتاح كل وسائل الإعلام ولكنها تأتي أشد أثرا عندما تخرج من قلوب الناس وتتداولها ألسنتهم. المصاب كبير لأن سلطان عاش ملء السمع والبصر. اقترن اسمه بالخير لأن الخير جاء بمشيئة الله للكثيرين على يديه. لا يمكن لأحد أن ينسى تلك الابتسامة الكبيرة التي كانت دائما تزين وجهه فتشيع البهجة في نفس من يقابله حتى يشعر أنه يسلم على صديق قديم. من منا لم يعالج له قريب أو صديق في مستشفيات القوات المسلحة التي برزت منذ زمن بعيد بين كافة مستشفيات البلاد في عدة مجالات من أهمها على سبيل المثال جراحة القلب وزراعة الكلى؟ كم هم الذين استفادوا من الإخلاء الطبي أو من مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية التي ركزت بشكل خاص على برامج التأهيل لذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة والمسنين؟ أو من مشاريع الإسكان الخيري في كافة المناطق؟ لقد لعب الأمير سلطان دورا أساسيا في حماية بلادنا من أي اعتداء خارجي خلال ما يقرب من الخمسين عاما التي رأس فيها وزارة الدفاع والطيران فحفظ بتوفيق الله للبلاد أمنها ومهابتها وقد تكررت الاعتداءات عدة مرات كما في حرب الخليج أو على الحدود الجنوبية. ولكن سجله الحافل لا يقتصر على هذا الجانب الأساسي بل يتعداه إلى جوانب كثيرة لا يتسع المجال للحديث عنها فقد كان سموه منذ نعومة أظفاره من أبرز رجالات الدولة وتقلد العديد من المناصب كأمير لمنطقة الرياض ووزير للزراعة والمواصلات، وطوال تلك الفترة كان عضوا فاعلا في مجلس الوزراء ورأس العديد من الهيئات والمجالس واللجان العليا التي كان لها الدور الرئيس في وضع سياسات الدولة أو توجيهها. من ذلك مثلا رئاسته للجنة الإصلاح الإداري والقوى العاملة ولمجلس إدارة الخطوط السعودية واللجنة العليا للبيئة والحياة الفطرية.
دعاؤنا لسلطان الخير بأن يجزيه المولى عز وجل أحسن الجزاء عن كل ما قدمه لوطنه ومواطنيه وعن كل خير عمله خلال حياته أو من خلال المؤسسات الخيرية العديدة التي أنشأها ويستمر أجرها له بمشيئة الله، وأن يغفر العلي الكريم له ويسكنه فسيح جناته. وأحر العزاء لأخيه مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولأفراد عائلته الكريمة ولنا جميعا من أبناء الشعب السعودي الذي لن ينساه. إنا لله وإنا إليه راجعون.


 
إطبع هذه الصفحة