الموت حق على كل إنسان ونتوقعه في كل وقت لا يعلم حدوثه إلا الله مقرر الآجال ومحدد الأعمار، ولا نملك حياله إلا الصبر والتأسي، ولقد انتقل إلى رحمة الله واحد من أهم رجالات المملكة هو الأمير سلطان بن عبدالعزيز فخسرناه رجل دولة وسياسة حنكته تجارب الأيام، لقد عاش سموه معظم حياته مسؤولا كبيرا في أهم مناصب الدولة وساعدا قويا لأولياء الأمر، تولى وزارة الزراعة عام 1952م ثم عدة وزارات إلى أن توفاه الله أي أكثر من ستين عاما، وهو الرجل المعطاء والرجل القوي الذي أدار وترأس أكثر من عشرين لجنة هامة من ضمنها لجنة الإصلاح الإداري، وبذل جهودا معروفة لشراء وتزويد الجيش السعودي بأحدث الأسلحة، ومما يحسب لسموه – رحمه الله – أنه أنفق بسخاء على إصدرا أول دائرة معارف عربية متكاملة هي (الموسوعة العربية) كما أن مؤسسة سلطان الخيرية وما تفرع منها من مؤسسات طبية وخيرية تذكر له بالتقدير في ميزان حسناته بإذن الله.
لقد فقدت المملكة أحد أهم رجالاتها الذي عمل بجد في بناء الدولة الحديثة السعودية فهو كما قيل عنه (جزء أساسي من تاريخ هذا الوطن ومن ملامح مسيرة طويلة للمملكة) فعزاؤنا فيه للجميع و«إنا لله وإنا إليه راجعون».