الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :مساجد الطائف هل من مستجيب؟!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 24/08/1432
نص الخبر :
د. عبد الرحمن سعد العرابي

* قبل ثلاث سنوات كتبتُ من خلال مشاهدات واقعية عن حال أكبر مساجد الطائف التي لا تُسر عابدًا، ولا ترضي مصلّيًا، واستبشرت حينها خيرًا حين علمتُ أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رصدت مبلغًا كبيرًا لفرش وتجديد مسجد الملك فهد رحمه الله.. وحين قرأتُ في هذه الجريدة الغرّاء خبر إعادة بناء مسجد عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- بصورة جديدة، وبطراز إسلامي رفيع، وقد صاحب الخبر صور لمجسم المسجد.

* ولكن وإلى اللحظة لم يحدث شيء! فلا مسجد عبدالله بن عباس أعيد بناؤه، ولا مسجد الملك فهد جُدد فرشه.. وهو ما يثير تساؤلات عن أسباب التأخير في التنفيذ، أو عدم الاهتمام!

غنيٌّ عن القول إن الطائف كانت ولازالت واحدة من أهم مدن المملكة بزخمها التاريخي الضخم، وبموقعها المميّز كهمزة وصل ما بين أهم منطقتين في المملكة، نجد والحجاز، وبمناخها المعتدل الذي منحها لزمن طويل لقب «مصيف المملكة الأول» خاصة حينما كانت حكومة المملكة تنتقل إليها طوال أشهر الصيف إبان عهود الملوك عبدالعزيز وسعود وفيصل وخالد عليهم رحمة الله جميعًا.

* أمّا الإهمال واللا مبالاة التي تشهدها الطائف في أيامنا هذه في بعض مرافقها، فلا تفسير لها إطلاقًا، ولا منطق وراءها. فكيف يمكن القبول بما تعيشه ثلاثة من أكبر مساجدها، واثنان منها لهما زخم تاريخي راسخ. أولهما مسجد حبر الأمة -رضوان الله عليه وعلى أبيه- عبدالله بن عباس الذي جعل للطائف إضافة تاريخية أخرى، بجانب أنها كانت إحدى أهم بلدتين في الحجاز قبل الرسالة، التي بُعث بها نبينا وحبيبنا سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، وذلك بنص القرآن الكريم.

* أمّا المسجد الآخر وهو يقع في قلب الطائف، وليس ببعيد عن مسجد ابن عباس، مسجد الهادي أحد المساجد الكبرى والتاريخية، ولكن لم تشفع له كل هذه الصفات، كما لم يشفع له موقعه كونه في قلب الحركة التجارية والتسويقية، في أن يجد العناية الكافية من تجديد واهتمام بما يعيده إلى سابق عهده، حين كان أحد أهم مساجد الطائف استقطابًا للمصلين، خاصة في أيام الجمع، وفي صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك.

* وأمّا المسجد الثالث والذي كان يعتبر رمزًا للطائف عند مدخلها من جهة مكة المكرمة شرفها الله بمساحاته الكبيرة، وبنائه المميز، وسهولة الوصول إليه، والذي بني كما أعرف إبان عهد الملك فهد -رحمه الله- وسمّي باسمه فيعاني أشد المعاناة من سوء فرشه الذي أصبح باليًا، ولا يليق بمسجد صغير في أقصى الأماكن بعدًا عن السكان.. كما يعاني من تهدم بعض أرصفته وقدم أبوابه، وكأنه بُني قبل آلاف السنين.

* أكثر ما يميز المملكة كونها مهبط الوحي، وقبلة المسلمين، وحاضنة للحرمين الشريفين ومنذ تأسيسها وتوحيدها على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله وشريعتها ودستورها ونظامها القرآن والسنة المطهرة، ويفاخر ملوكها بخدمتهم للحرمين الشريفين، ورعاية شؤون المسلمين، وتطبيق الشريعة السمحة وليس أقل من أن تتجاوب وزارة الشؤون الإسلامية مع هذه الصورة المشرقة في الاعتناء بالمساجد، ومنها أكبر مساجد المنطقة مساجد: عبدالله بن عباس، والهادي، والملك فهد في الطائف، خاصة وأن ملكنا الصالح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله رصد مبالغ ضخمة للعناية بالمساجد وتجديدها.



aalorabi@hotmail.com


 
إطبع هذه الصفحة