الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :الكوادر العلمية .. نضوج الخبرة يعني التقاعد
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 24/09/1432
نص الخبر :
اختلاط محتوى النظام بصورة التفافية بنظام الخدمة المدنية العقيم الذي أصبح لا يصلح إلا أن يكون قطعة من التراث الشعبي، نظرا لعدم تفعيله وتجديده.
إنه يحدد تقاعد الأكاديمي في الجامعة 60 عاما، مثل الموظف العادي تماما، قابل للتمديد لمدة 5 أعوام فقط، مثله مثل أي موظف آخر حصل على رضا رئيسه، فمدد له تكرما منه. ولا يوجد في الدنيا هذا النظام العقيم الذي يتحكم في علماء الوطن، الذين أنفقت عليهم الحكومة الرشيدة بسخاء بابتعاثهم إلى الغرب للحصول على أرقى الدرجات العلمية، ثم يأتي هذا النظام ويحجم ما أوتوا من علم ومعرفة وخبرة وتجارب، بسنة التقاعد، ولا يأبه بمنزلتهم وحاجة الوطن إليهم عند اكتمال الثمرة ونضوجها.
إن هذا النظام لا يفرق البتة بين الأساتذة الجامعيين وبين بقية موظفي الدولة.
كل أنظمة الجامعات في العالم الصناعي، والعالم النامي أيضا، تعطي الأستاذ الجامعي كامل الحرية للاستمرار في ممارسة عمله الأكاديمي، أو في الانسحاب منه حسب إرادته ورغبته، والدلائل منها جامعات دول الجوار، لمن يريد الاطلاع.
نحن «دكاترة» الجامعات السعودية في شطري الطلاب والطالبات نشعر بأننا نعيش في وطن ليس كمثله وطن، طهرا، وحكومة نعتز بها، ولازلنا ننتظر إعادة النظر في هذا الكادر العجيب.
يقال إن في إمكان الدكتور تمديد 5 عوام أخرى ليصل إلى 65 عاما في الخدمة، وقد يحدث هذا، ولكن بعد إراقة ماء وجهه هنا وهناك، إلا إذا كان مرضيا عنه من رؤسائه. وما يظهر من هذا أنه عند وجود أي خلاف شخصي بين الدكتور وبين أي من المسؤولين بدءا برئيسه المباشر إلى الإدارة العليا، فإنه لن يحظى بالتمديد، فكيف يتفق هذا الوضع مع كرامة الأستاذ الجامعي ومكانته؟ فالأنظمة توضع لحماية الناس وضمان حقوقهم بموضوعية بعيدا عن المزاج..
أنا شخصيا رأيت في زيارة عمل رسمي لجامعة في دول الجوار أساتذة تجاوزت أعمارهم 70 عاما، وما انقطعوا عن مكاتبهم، يدرسون ويشرفون على الرسائل العلمية ويقدمون دراسات واستشارات، وهم في كامل النشاط والنضوج الفكري، حيث يصبح الدكتور في هذه المرحلة من العمر والعلم مفتيا في تخصصه. فهل من مصلحة الوطن الاستغناء عن هكذا متخصص في مجاله في الطب أو الهندسة أو الاقتصاد أو المحاسبة ... أو نحو ذلك؟.

أحمد بن داود المزجاجي ــ جامعة الملك عبدالعزيز

 


 
إطبع هذه الصفحة