الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :ركزوا على ذبح إخوانكم واتركوهم.. فهم أبرياء!
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة الوطن
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 23/09/1432
نص الخبر :

ميسون الدخيل

كيان محتل يدعي أنه رمز الديمقراطية الوحيد في الشرق الأوسط، لكنه ليس سوى ديمقراطية لليهود، وأي إنسان آخر يعيش على تلك الأراضي يعتبر أقل مساواة، بل أقل مستوى في البشرية!

حين أراجع كتبي وعلى اختلاف مواضيعها وتواريخها، وحين أحكّم العقل والمنطق، وحين أحترق قهرا كلما شاهدت عدوانا جديدا على إخواننا في فلسطين المحتلة، أتساءل متى سيستيقظ العالم ويتعرف على العدو الحقيقي، متى سيرى وحشية معاملة الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة من خلال القصف والعدوان اليومي للقوات المسحلة وبمساعدة المستوطنين، كيان محتل يدعي أنه رمز الديمقراطية الوحيد في الشرق الأوسط، لكنه ليس سوى ديمقراطية لليهود، وأي إنسان آخر يعيش على تلك الأراضي يعتبر أقل مساواة، بل أقل مستوى في البشرية! فمن منا لا يحزن لرؤية صور لأطفال أبرياء يئنون من الجراح والحرق أو التنكيل، صور أطفال ومدنيين استهدفوا من قبل جيش العدو لا لشيء سوى لأنهم أصحاب الأرض الحقيقيون، وإن لم ينسوا ذلك سيجعلهم الكيان الصهيوني منسيين من تاريخ البشرية بإبادتهم ولو على فترات، ويكاد ينجح اليوم حين نرى ونشاهد يوميا مشاهد من حول العالم العربي والذي تحول إلى ساحات قتال، يقتلون ويذبحون ويقطعون أنفسهم بأنفسهم!
إنهم يدعون البراءة، ودائما ما تجد كبش فداء لأخطائهم أو تخطيطاتهم الجهنمية حتى وإن صدف وكان من بني جلدتهم أو ملتهم! فمن الذي جعل الناس وفي مناطق عدة من هذا العالم وعلى مر حقب عديدة من تاريخ البشرية، يحتقرهم ويعاديهم؟ ما أعنيه من الذي تحمل ولفترات طويلة من تاريخ أوروبا القديم العيش في أحقر الأماكن كالغيتو وغيرها، هل لأنه تم طردهم من بلدان عدة ولأكثر من مرة؟ ومن الذي دفع هتلر إلى جرهم إلى معسكرات الإبادة، فهو بالتأكيد لم يستيقظ يوما ليرمي بالرمل ثم يختار نوعية معينة من البشر ليعاديها!
حينما ذهبت للدراسة في الولايات المتحدة، وجدت أن أكثر ما كان يعرض على شاشات التلفاز, وما زال، يعاد ويكرر حتى تشعر أن كل مسامة في جلدك سوف تتمرد عليك وتنغلق مسببة لك الاختناق إن لم تتسع وتتعرق فجيعة وحزنا؛ ما حدث لهم في معسكرات الإبادة في أوروبا، والذي تبين لي فيما بعد، ومن خلال قراءات مستفيضة في كتب لباحثين من أميركا وكندا وفرنسا، أن أكثر ما تم بثه للعالم من خلال التلفاز وأفلام الشاشة الفضية عن المحارق.. تزوير في تزوير، فلم تكن سوى وسيلة حقيرة ومبتذلة لاستنزاف الشعب الألماني بل العالم بأسره، من خلال الشعور بالذنب والاستحكام وشد النطاق حول ضميره، من أجل التأكد من استنزاف هذا العالم ماليا، بالإضافة إلى كسب تأييده بل غض البصر عن كل ما يفعله من مخالفات للإنسانية في الأراضي المحتلة، خاصة تأييد العشب الأميركي، ليضمن تعاطفه مع كيانهم السرطاني في أراض اغتصبت تحت نظر ومباركة من ينادي بحقوق الإنسان وحقوق الشعوب! وماذا عن محاكمات نورمبرغ، والتي ذكرتها في إحدى مقالاتي بالتفصيل من قبل، حيث تم إعدام الكثير من الألمان وملاحقة الكثير غيرهم حول العالم، بناء على شهود عميان وإفادات أموات، وشهود لا يمكن أن يراهم المتهم أو يتحدث أو يراجعهم المحامون، ولا ننسى الاعترافات التي تم ضبطها وتسجيلها تحت وطأة التعذيب!
وماذا عن عدد الجواسيس الذين يتم القبض عليهم كل فترة وحول العالم، وتتم متابعة حالاتهم وإخراجهم بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة، إنهم حتى يتجسسون على ولاة نعمتهم، بل أكثر من ذلك لقد قاموا بقتل وجرح العديد منهم خلال قصف السفينة "لبريتي" خلال حرب 1967م، وطبعا عللوا السبب على أنه كان خطأ في هوية السفينة، وممن نجا وتجرأ وتحدث عكس ذلك يلاحق ويهدد بمحاكم عسكرية، تماما كما حدث لكل من يعتقدون أنه خطر عليهم في أي مكان في العالم فيتهمونه بالعداء للسامية، ويتم تدميره سياسيا واقتصاديا وأكاديميا واجتماعيا، وبكل المجالات التي يمكن أن يخطها أو لا يخطها البيان وفي جميع اللغات!
يا أيها الناس لو بحثنا لوجدنا لهم دورا في كل شر عم العباد والبلاد، إن كان عندهم أو في بلاد السندباد، فمن المسؤل وله الدورالأكبر في إطلاق الحركة الراديكالية التي تؤيد وتبيح "مثلي الجنس"، وماذا عن الحركات النسوية المتطرفة، ولا ننسى الأجمل، صناعة المواد الإباحية من أفلام إلى مجلات إلى مراكز حتى غزت الإعلام فأصبح الأعوج عاديا والعادي أعوج، وبالله عليكم ارجعوا لمنظري ومؤيدي حركة "الإجهاض، والجريمة المنظمة، وتجارة الرقيق، حتى الشيوعية والتي جرت كالسرطان يوما في بلادنا كان لهم دور في خلقها ونشرها! والأهم من ذلك كله من الذي يسيطر على السياسة الخارجية لأقوى دول العالم، أو من كان كذلك، وخاصة الخارجية "للشرق الأوسط" (وضعته بين قوسين لأننا العالم العربي ولسنا كما يرغبون في تسميتنا)، حيث نرى كيف أنهم يسيطرون على الكونجرس ومجلس الشيوخ والإعلام والاقتصاد في تلك البلاد!
متى سنعيد بوصلة قضايانا المصيرية إلى اتجاهها الصحيح؟ قضية واحدة.. عدو واحد! أطفالنا لا يعلمون سوى ماشاء الله تبارك الرحمن، عن الإلكترونيات منها، ويجيبونك كلما سألت: هل هذه لعبة جديدة؟! لنسيتيقظ أو لنستمر في ذبح إخواننا ولنترك العدو الحقيقي، فلقد أثبت تاريخا خطه بأياديه السوداء، أنهم.. أبرياء!


 
إطبع هذه الصفحة