الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :رؤية فكرية
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 23/09/1432
نص الخبر :
أ.د. عاصم حمدان

* تحدثتُ في بداية هذا الشهر الكريم عن ضرورة العودة إلى تاريخنا الديني والحضاري والفكري، وقراءته من خلال الشواهد الحية التي اندثر أوضاع كثير منها لدواعٍ عدة، وذكرتُ في هذا السياق سقيفة بني ساعدة التي اجتمع فيها المهاجرون والأنصار، حيث اختاروا من خلال المشورة والرأي سيدنا أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- خليفة للمسلمين، كما دعوتُ في ضوء أمر النائب الثاني وزير الداخلية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -رعاه الله- بضرورة الرجوع إلى هيئة السياحة والآثار، ممثلة في رئيسها سمو الأمير سلطان بن سلمان، دعوتُ إلى تطوير المنطقة التي جرت فيها غزوة أحد، والحفاظ على ما تبقى من جبل الرماة، وأن يكفَّ بعض المرشدين -هناك- وبعضهم للأسف لا يجيد العربية عن تشكيك زائري هذه المنطقة إزاء مواقع المعركة، ومنها الموقع الذي يوجد به قبر سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب، ورفاقه من شهداء المعركة -رضي الله عنهم-، وإذا حاول أحد ممّن يفوقهم علمًا بالسيرة والتاريخ مجادلتهم بالحسنى، طلبوا منه -بشيء من الصلف والتعالي- هويته، وإنني أتحدث هنا عن البعض من هؤلاء المرشدين، ولابد أن يوجد بينهم من ذوي الحكمة والرأي.
* وهناك مساجد أثرية في المدينة المنورة تعرضت في الحقبة الأخيرة للإزالة، وفي مقدمتها جملة من المساجد السبعة، والتي يذكر الواقدي، وابن شبّة عمر النميري، كما يذكر المؤرخ والحافظ لكتاب الله الشيخ عبدالعزيز القاوي، أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلّى في ثلاثة مساجد على الأقل منها؛ ممّا يقع في أسفل جبل "سلع" إضافة إلى مسجد الفتح الذي يروي الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- في مسنده المعتمد حديثًا صحيحًا عن استجابة الله لدعاء نبيه في رحابه، وكان الخليفة عمر بن عبدالعزيز قد بناه، وعمَّره إبان ولايته على المدينة، وجدده في هذا العصر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز
-رحمه الله- وربما لتجديد بنائه كفّت أيدي الهدم، والتخريب عنه، كما فُعل مثلا بالمسجد الذي يحمل اسم سيدنا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- والذي أقيمت مكانه صرافة بنكية، ويُضاف إلى ما يجب إعادة بنائه من قبل الجهات المسؤولة المساجد الأثرية الأخرى مثل مسجد ثنية الوداع، ومسجد السبق، ومسجد الفضيخ، ومسجد واقعة بني قريظة، والأخير أثبتت كتب السيرة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم- في فناء منه، ولعل إعادة بناء ما تم التخلص منه من المساجد والآثار الشرعية المعروفة يحقق مصلحة عليا لدولتنا الرشيدة التي أنفقت -جزاها الله خيرًا- المبالغ الطائلة لتعمير المسجدين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، كما جددت عددًا من المساجد الأثرية الأخرى في البلدتين المقدستين انطلاقًا من حرصها ورعايتها بكل ما يتصل بالرعاية التي شرفها الله بها، وهذه المصلحة العليا توفرت قاعدتها من خلال الأمر الكريم الذي صدّرنا به هذه المقالة الداعية إلى الحق والرشد والنهج السديد والله ولي التوفيق.




 
إطبع هذه الصفحة