الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :كرسي الامير نايف والتنافسية المسؤولة
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة عكاظ
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 22/09/1432
نص الخبر :

كرسي الأمير نايف والتنافسية المسؤولة

د. صالح بن سبعان

في بلد مثل السعودية تقوم عزة الفرد والمجتمع فيه على المعايير الأخلاقية لا المادية وعلى كسب الفرد من القيم النبيلة التي تعكس دينه وتكون مرآة لمدى تدينه واتباعه النهج الذي أرست مواثيقه وحددت ضوابطه وحدوده الشريعة التي ما تركت شاردة ولا واردة من الأسس السلوكية حتى قننتها، في مجتمع مثل هذا، لابد أن تحتضن مؤسساته التعليمية ومناهجها في كل مستوياتها، ما يعزز هذه القيم ويدعم دونما هوادة مواقعها في سياق حياة الناس اليومية لتعمل هذه المؤسسات والمناهج على بلورة الأسس المعرفية المرجعية للقيم الأخلاقية، وابتداع وسائل تعزيزها ونشرها وترسيخها في ثقافة المجتمع، ويأتي إنشاء كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز للقيم الأخلاقية بجامعة الملك عبد العزيز خطوة وافقت التوقيت والظروف المحلية والدولية تماما كـ «استجابة» واعية على تحديات موضوعية تحتاج تحركا إيجابيا وفوريا، وهي بالفعل كذلك.
إلا أن لهذا التوجه وجها آخر، وهو يتمثل في مسؤوليات الجامعة الاجتماعية ودورها في المجتمع، فنحن نتعامل مع الجامعة وكأنها قلعة أكاديمية محنة ومسور، ولا وظيفة لها إلا حشو طلابها بالمقررات وكفى، في حين أن دورها في المجتمع من زاوية ما نتحدث عنه هو أنها يجب أن تكون قدوة تجسد القيم التي تنادي بها وتعمل على نشرها وتجذيرها في ثقافة المجتمع، فجامعة على سبيل المثال يسود في نهجها الإداري مبدأ الشخصنة بدل المؤسسية، أو تنفق على بنودها الإدارية أكثر مما تنفق على الأبحاث ومشاريع المسؤولية الاجتماعية، أو تكتفي بتلقين الطلاب وحشو رؤوسهم بالمعلومات دون تفعيلها أو إرشادهم لكيفية تصفيتها والاستفادة منها وتوظيفها عمليا، لا يمكن أن نصفها بأنها جامعة تطبق معايير القيم الأخلاقية بأي حال من الأحوال؛ لأن الجامعة في أساسها ينبغي أن تكون هي التجسيد الواقعي للقيم الرفيعة والنبيلة.
• ومن هذا المنطلق فإننا في جامعة الملك عبدالعزيز لا ينبغي أن نتعامل أو ننظر إلى هذا الكرسي نظرتنا إلى النشاط الأكاديمي البحت؛ لأن أهداف الكرسي الموضوعة نفسها تجعلنا ننظر إليه باعتباره نشاطا يختص بخدمة المجتمع، وفي إطار مسؤوليات الجامعة الاجتماعية، خاصة ونحن نعلم أن أهم معيار بين معايير التنافسية بين الجامعات في العالم هو معيار خدمة المجتمع.. ما الذي تقدمه من خدمة هذه الجامعة للمجتمع؟ وما هو تأثيرها في البيئة المحلية؟ هذا هو السؤال الذي على ضوئه تحتل الجامعة الموقع اللائق بها في التنافسية المسؤولة بين الجامعات، وليس بفخامة مبانيها ومظهرها الجميل البراق وأثاثات مكاتبها ومدرجاتها.
• والله نسأل التوفيق للزملاء المسؤولين عن الكرسي

 
إطبع هذه الصفحة