الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :استشهاد قاصر على نظام هالك
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 29/08/1432
نص الخبر :
السبت 30/07/2011

أ.د. سالم بن أحمد سحاب

أتحفني أحدهم حين أراد أن يدلّل على عدم صلاحية المرأة لدور الولاية على الرجل، فأشار إلى أن الشرطية التونسية التي صفعت محمد البوعزيزي رحمه الله هي التي أسقطت النظام.
صاحبنا اختزل الولاية المقصودة في النهي عن توليتها المرأة في وظيفة (شرطية) مسكينة تجرأت على فعلتها السوداء لأن رؤساءها سبقوها إلى الفعلة نفسها، فصفعوا وأهانوا وضربوا وشتموا.
الشرطية أيها العزيز هي رمز للنظام، والنظام كان رمزًا للجور والظلم والاستبداد والفساد! النظام هو الذي اسقط نفسه لأن بذور السقوط التي بداخله قد نمت واستوت على سوقها واشتد عودها، فآذن الله لإخوتنا في تونس جني ثمارها وخلع صاحبها والسير بها إلى استقرارها وحريتها ورخائها إن شاء الله.
ولست أدري ما الفائدة التي تجنى من تسطيح قضايا مصيرية بهذا الحجم واختزالها في صفعة واحدة، وكأن النظام التونسي الهالك كان مثالا لعدل (عمري فاروقي) اخترقه ابن لعمرو بن عاص، فتسلط على أحد العامة، ولا شيء أكثر من ذلك.
متى تكبر الصورة لدى البعض منا لتشمل الوضع بأسره، فتضع الأمور في نصابها وترد الحوادث إلى حقيقة أسبابها لا لجزئية من نتائجها! سرطان الاستبداد يا سادة يكبر وينتفش ويتمدد في كل اتجاه مكتسحًا كل الخلايا الصالحة وكل الشرايين السليمة وكل الأعضاء المتيقظة، إنه باختصار لا يخجل من منكر، ولا يستهويه معروف، ليس لغروره حدود، ولا لجبروته نهاية.
وأما ساعده الأكبر وعونه الأعظم فهو غفلة صاحبه عنه وظنه به خيرًا، حتى إذا انتشر في كل بقعة وتمكن من كل جانب واستشرى في كل ركن انفجر بصاحبه، فقتله شر قتلة وأسقطه من شاهق، فنزع مُلك صاحبه بإذن ربه وكتب له نهاية سوداء ومصيرا أشد سوادا.
ويوم سقط النظام في تونس تكشفت عورات كثيرة وسوءات عديدة حجبها النظام بآلته الإعلامية وبسيطرته الأمنية وبشرائه للذمم وتوليته الموالين له دون اعتبار لمصلحة البلد ولا اهتمامات عامة الشعب ولا لمستقبل أجياله القادمة.
لا تنس يا هذا أن الله ليس بظلاّم للعبيد، ولا بمهلك للقرى وأهلها مصلحون!


 
إطبع هذه الصفحة