الانتقال الى المحتوى الأساسي

جامعة الملك عبدالعزيز

KING ABDULAZIZ UNIVERSITY

الملف الصحفي


عنوان الخبر :العلاقة مع إيران
الجهة المعنية :مقالات أعضاء هيئة التدريس
المصدر : جريدة المدينة
رابط الخبر : أضغط هنا
تاريخ الخبر : 30/02/1430
نص الخبر :
الأربعاء, 25 فبراير 2009
د. عبدالرحمن سعد العرابي

* التصريحات الإيرانية الأخيرة لعدد من المسؤولين والبرلمانيين والإعلاميين الإيرانيين لم تكن (مفاجئة) للعديد من أبناء العروبة، بقدر ما كانت غير مقبولة وفي غير محلها، لأنها لا تخدم أبداً تطوير العلاقات العربية الإيرانية إلى فضاءات إيجابية بل تُمثِّل عوائق (تدميرية) أمام أي محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.
* ومن هكذا (رؤية) كانت ردة فعل المملكة العربية السعودية من خلال بيان المصدر المسؤول في الأسبوع الماضي، وردة فعل أمين عام مجلس التعاون الخليجي، فما قاله علي أكبر ناطق نوري عضو «مجمع تشخيص مصلحة النظام» في إيران عن البحرين غير مقبول إطلاقاً بل ومرفوض وبكل معايير السيادة والمصلحة الوطنية والعلاقات الدولية، والمواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدولية.
* يقول علي أكبر ناطق نوري كما نقلت صحيفة «الحياة» في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي: «البحرين كانت من المحافظات الإيرانية 14، ولها ممثل في برلمانها»، وهذا قول فيه من الأخطاء والتجاوزات الكثير، فلم تكن البحرين في يوم من الأيام جزءاً من إيران، وما ادّعاءات إيران عبر التاريخ وبكل حكومتها الإمبراطورية والجمهورية سواء في البحرين أو في الخليج العربي إنما هو مجرد (ادّعاء) ترفضه وتدحضه الحقائق التاريخية.
* إيران كانت ولازالت دولة إقليمية كبرى ومحورية في منطقة الخليج العربي، ولكنها لم تكن أبداً امبراطورية تفرض سيطرتها الكلية على المنطقة حتى في عهود الساسانيين. وخطأ تاريخي يتم تداوله عن تلك الفترات بأن الإيرانيين، أو الفرس كما كانوا يُعرفون، كانوا يُسيطرون على كل هذه المنطقة. فالصحيح أن تأثير إيران كان (واضحاً) على زعامات تلك المنطقة بما فيهم المناذرة، وهناك فرق كبير بين السيطرة الكلية وبين التأثير.. فمثلاً في أيامنا هذه، الولايات المتحدة الأمريكية كدولة عُظمى لها تأثير كبير على دول مُعينة تتحرك في محيطها العام دون أن يعني ذلك تبعية كلية أو استعمار منها لتلك الدول، كما كان الحال مع الاتحاد السوفيتي إبان مجده ومنافسته لأمريكا.
* ولكن الأصح والذي يجب على الإيرانيين (إدراكه) أن شواطئ الخليج العربي والمناطق الجنوبية الغربية من إيران الحالية كانت في السابق إمارات عربية ومستقلة، كما أنها حالياً عربية كاملة في سكانها ولغتها، وهو ما قد يفتح الباب على مصراعيه لادّعاءات (مضادة) تطالب بإعطاء هذه المناطق استقلالها إمّا الكلي أو الذاتي وهو ما لا يصب إطلاقاً في مصلحة استقرار وأمان المنطقة.
* إن إيران وبغض النظر عن مَن (يُصرّح)، وعن موقعه الرسمي، في موقف يتطلب منها الإفصاح بوضوح وبدون مواربة عن رغبة حقيقية في إقامة علاقات (صادقة) مع الدول العربية، والبُعد عن ما يوتر المنطقة والبحث في أضابير قضايا ليس لها من تأثير سوى الخراب والدمار. وأمّا (النهج) الإيراني الحالي المُتمثل في ازدواجية اللغة بين «جرح ومُداواة» فغير مقبول. لأن علاقات الدول لا تُبنى إلَّا على الوضوح والصراحة والثقة المتبادلة، وما يحدث حالياً سواء على لسان ناطق نوري أو غيره ضد البحرين أو الإمارات أو غيرهما من دول المنطقة، لن يخدم أحداً وأولهم إيران ذاتها، بل ستكون عواقبه (وخيمة) على الإيرانيين قبل غيرهم، «ومن كان بيته من زجاج فلا يرمِ الناس بالحجارة».


 
إطبع هذه الصفحة